او كتاب عن العمارة الإنسانية او عمارة الفقراء . وهى على قمة الأمثلة في المجالات المتعلقة بالاسكان الاقتصادى النابع والممتد من الأرض الذى هو متالف معها وليس غريبا عليها..
واليوم ، وقد غاب الادراك المحلى لهذه الحقيقة الحضارية التاريخية يقوم مجلس مدينة الجرنة الجديدة بالبناء على ارض القرية بمادة وتشكيلات غريبة عما هو قائم منذ اكثر من ثمانين عاما . فعليها تبرز مبان من الخرسانة المسلحة ولعدة ادوار وبطرق عشوائية بدون خبرة مهنية او فنية وبدون اى فكر معمارى . فتكون النتيجة تشويها فنيا لا مثيل له لاثر عالمى اعترف له العالم اجمع بالقيمة الفنية والمكانة الفنية والتاريخية . وهبوطا لنظرة العالم لنوعينا الحضارى . وكان الاجدر بمجلس المدينة ان يلجا للجامعات وللجنة العمارة بالمجلس الاعلى للثقافة او للمجلس القومى للتنسيق الحضارى للمشورة المهنية والفنية والفكرية لاى من الاضافات التى يريدها وبحيث تكون اضافة وليس تشويها لما هو قائم . ولنتفادى ما حدث من اقامة مدرسة زراعية وابتدائية ومبنى جديد لمجلس مدينة الجرنة الجديدة فى وسط السلحة المفتوحة للمسرح وعلى ارض المدرسة . وكان الاجدر بها ان تستعمل المبانى القديمة ذات القيمة بعد ترميمها الواعى فى الاستعمالات الجديدة .
والان ليس امام مجلس مدينة الجرنة الجديد الا ايقاف اصدار تراخيص جديدة للبناء . وهدم المبانى الجديدة المشوهة للقرية لارجاع الوضع كما خططه المهندس حسن فتحى وكما اعتمده اليونسكو كتراث عالمى . وعلى المجلس ان يعهد بمسؤلية تخطيط كل المبانى الجديدة وصيانة القديم بالقرية الى جهاز التنسيق الحضارى والى تلاميذ حسن فتحى من المهندسين الذين لا نشك انهم سيقومون بتخطيط المبانى المستجدة بكامل التقدير لذكرى استاذهم المبدع .