قصة القط والفأر

قصة القط والفأر

قصة القط والفأر

أعود كل يوم إلى غرفتي بعد يومي في المدرسة لأستلقي على سريري بعد هذا اليوم الشاق، لأبدأ في تغيير ملابسي والاستعداد للطعام ثم تبدأ معاناة كتابة الواجبات غير أني كنت أشغل وقتي بقصاصات الورق الخاصة بي ودفاتري. ذات يوم عدت من المدرسة ألاحظ أن بعضًا من أوراقي متآكلة الأطراف. هل يعقل أن يكون فأرًا؟ هل يعقل أن يتجاسر فأر ويدخل غرفتي كيف هذا لا بد من عقابه؟ ولكن كيف لي أن أعاقبه وأنا لا أراه فهو ماكر ولا يظهر أمامي ولا بد أنه يعلم مواعيد حضوري إلى البيت ونومي فهو يعلم متى أكون في غرفتي ومتى أتركها. إذًا لا بد لي من أن استعمل حيلة. أخذت أفكر كثيرًا حتى هداني تفكيري إلى أن آخذ ورقة وقلم وارسم قطة تتهيأ لأكل طعامها وقمت بتلوينها ووضعتها أمام مرآة غرفتي لكي تنعكس صورتها في المرآة ومن يراها يظن أن هناك قطتين بدلًا من واحدة. ذهبت في صبيحة اليوم التالي إلى مدرستي وعندما عدت أخذت أتصفح قصاصات الورقة و جوانب الغرفة فلم أجد شيئًا قد نقص أو تغير، إذًا لا بد أن حيلتي الذكية انطلت على الفأر. في هذه الليلة نمت من فرط سعادتي وإعجابي بنفسي ثم استيقظت وذهبت للمدرسة وعدت ولم أجد شيئًا تغير فيها فنمت هانئ البال مغرورًا بذكائي فكيف لا وأنا هذا الطفل الذي خدع الفأر الذي يقرض أشيائه بحيلة بسيطة. عند عودتي في اليوم الثالث لم أنظر لجوانب غرفتي لثقتي الشديدة بنفسي ولكن بعد أن هدأت أحببت أن اطمئن على ما رسمته فإذا بي أجد أن هناك من قام بالكتابة على القط الذي رسمته بالقلم الأحمر وبجواره قطعة تم أكلها من قصاصة أوراقي. من هذا الذي تجرأ، هل عاد ذلك الفأر مرة أخرى، هل هذا الفأر اكتشف حيلتي الذكية، بينما أنا في متاهة من الأفكار نظرت إلى رسمتي لأجد مكتوبًا عليها لقد انخدعت بحيلتك يومين ألا يكفي هذا أم تظنني لا أفكر. إذًا لقد كشف ذلك الفأر حيلتي ولكن كيف هذا. لا أعلم ولكن ما أعلمه أنه يجب أن أفكر في حيلة أخرى أفوقه فيها ذكاءً.

m2pack.biz