قلل من انتقادك المستمر للأشخاص من أجل تشجيع الآخرين على النجاح

قلل من انتقادك المستمر للأشخاص من أجل تشجيع الآخرين على النجاح

قلل من انتقادك المستمر للأشخاص من أجل تشجيع الآخرين على النجاح

كم من كلمة تشجيع وإطراء من معلم أو أستاذ، إلى تلميذ أو طالب، كان لها مفعول السحر، بحيث يسعى دائماً لتحقيق مستوى مرتفع من النجاح لكي يظل عند حسن ظن معلمه. إن آلية الانتقاد والتوبيخ المستمر للآخرين، أسلوباً هداماً يدمر العلاقات الشخصية والاجتماعية بين الناس. فلا يتبقى شيئاً من رصيد المودة والمحبة بين الأشخاص، نتيجة لهذا النقد الدائم، الذي لا يحبه أي شخص مهما كان في حاجة إليه، وبالتالي فإن هذا الأسلوب لا يساعد في تشجيع الآخرين على النجاح والتقدم وتصحيح الأخطاء.
فعندما يقوم المعلم بتوبيخ تلاميذه ونقدهم بشكل مستمر على تقصيرهم في واجباتهم المدرسية أو سلوكيات خاطئة معينة، فإن ذلك ربما يأتي بنتيجة عكسية، وليست النتيجة المنشودة من التربية والتعليم. لأن التركيز على الجانب السلبي وعلى أخطاء الناس بشكل دائم، لا يدفعهم أو يحفزهم للتعلم والسعي لتغيير هذه الأخطاء أو السلوكيات. فالناس تتعلم بالمثال الإيجابي الحي، والقدوة الحسنة، والتأثير العاطفي والانفعالي، وبالتشجيع والإطراء أحياناً على مجهوداتهم البسيطة، لكي يقبلون على مجهود أكبر مضاعف ننتظره منهم.
إن الأفراد الذين نقوم بنقدهم، عادة ما يعتبرون هذا النقد هجوماً على شخصياتهم ورفضاً لسلوكياتهم وأفكارهم، لذلك يقومون باتخاذ موقف دفاعي بشكل تلقائي. فيحاول كل فرد أن يدفع عن نفسه كل النقد الذي يوجه له كما لو كانت تهم وجرائم منسوبة إليه يسعى للتخلص منها. فعلى الرغم من أننا ننظر أحياناً إلى النقد باعتباره ضرورة أو له أسباب حقيقية، لكن النتيجة تأتي مخالفة، لأن الأشخاص لا يستمعون لهذا النقد بل يدافعون. لذلك فإن العلاقات تبدأ في التوتر بين الأشخاص مع مرور الوقت وبدلاً من أن يساعد النقد على التغيير وإعادة النظر والفهم بشكل مختلف ومن ثم يمكن تشجيع الآخرين على النجاح ، فإن المودة والمحبة بين الأشخاص تبدأ في التلاشي.
فلننظر على سبيل المثال إلى الكثير من العظماء الناجحون في التاريخ، سنجدهم لا يتخذون من النقد عادة ووسيلة مستمرة في أيديهم، تجاه الآخرين. فبنيامين فرانكلين، صرح بأن نجاحه يقوم في الأساس على احترام وتقدير أي شخص دائماً دون توجيه نقد أو توبيخ إليه. كذلك نجد أبراهام لينكولن، يتوقف عن نقده للآخرين، عندما دفعه خصم له إلى مبارزته. واشتهر لينكولن بمقولته الشهيرة لمن ينتقد أهل الجنوب: (لا تقوموا بنقدهم، لأننا سنكون مثلهم تماماً إذا كنا واقعين تحت وطأة نفس الظروف).
عندما ترغب في بناء علاقات جيدة قائمة على المودة والمحبة وكذلك عندما تريد تشجيع الآخرين على النجاح والتقدم، فتعلم أن تتوقف عن انتقادهم، واستبدل ذلك بالتفهم وتقدير ظروفهم الخاصة التي تدفعهم لهذا النهج أو السلوك أو التفكير. فعندما تساند الآخرين وتتغاضى عن أخطائهم، وتدفعهم من خلال التشجيع والإطراء وإعادة المحاولة نحو التغيير والتحسن، كل ذلك خيراً من النقد ويعمل على بناء العلاقات القوية ويجعلك محبوباً.

m2pack.biz