قل لها

قل ْ لها .
بالذي يجعل ُ الروح َ أنحل َ من أنّة ِ
الناي ِ بين أصابعِ عاشقة ٍ نسيت ْ وجهها
في مرايا الحبيب ِ الذي خانها ومضى .
بتأمُّل ِ نورسة ٍ خبطَ هجرتِها بين بحرين
ِ لا يشبهان ِ سوى موجة ٍ غرقت ْ في النداء
ِ عليها ،
بما حُزت َ من ألم ِ الريح ِ وهي تحت ُّ على
الصخر ِ صورتها دون جدوى ،
برائحة ِ الغدِ في فم ِ بائعة ِ الورد ِ ،
والشبق ِ المتوسل ِ في زفرات ِ السكارى ،
أحبّك ِ .
وامض ِ على هديِها .
وليكن ْ أنها حلم ً عابرُ وانقضى
*****
في الطريق ِ إلى بيتها بالذي فضّلتك َ على
الخلق ِ مرتطما ً بظلال ِ رجال ٍ سكارى وما
هم بسكارى
يخفّون َ حتى يروا قمراً ساجدا ً تحت
شرفتِها العالية ْ .
لا تقوم ُ إذا أقسطت ْ بين عشّاقها سوى كي
يخِرّوا ، بما أبصروا، آمنين َ كما
أومأتْ على ركبتيها .
بين طيرين ِ ينفتحان ِ على الأبدية ِ
مستبشرين ِ بظليهما يبقيان ِ على مقعدٍ في
الحديقة ِ ما قدّرا عبرةً للمحبّين َ ،
على فرَس ِ الكلمات ِ التي أسقطت ْ
بارتباك ِ الصدى بالتأمّل ِعن سرجِها
عاشقاً فاشلا ً لم يقل ْ
ما تقول ُ الغيوم ُ لموج ٍ مضى ضجراً
يتأوّه في القاع ِ ،
أعلى كثيراً من الريح تلهو على عُروتي
ثوبها ،
ثم ّ أدنى قليلاً من الورد ِ في فمها .
.
كم أحبّك ِ .
حتى تراك َ ، وتدخِلك َ مدخل صدق ٍ
فراديسَها الدانية ْ
***********
ببساطة ِ ماء ِ السبيل ِ ،
وحنكة ِنسر ٍ رأى ظلّه راقصاً بين سهمين ِ
ينكسران ِ على رعش ِ أغنية ٍ في الصدى
بخطايا العصاة ، وصبر النبي ّ على قومه .
لا تظلّل إلا الذين إذا ارتفعوا درجات ٍ
على ركبتيها يخرّون زلفى ،
ولا تستوي عندها بمحبيها الذين قضوا
دونها قبل أن تنحني للشعاع الذي ضل
ّمرتبكاً تحت ركبتها
فترى ما تسوِّل نفسك َ حين تزورك َ في
الحلم ِ .
بالماء ِ يخرج ُ من بين خبطِ أصابعِها
بعصاك َ التي حفرت ْ ظلّها في المدى .
قل :
أحبُّك ِ سيدتي
وليكن بعد هذا السُدى .
***
عندما تكتفي من روائحها في السرير بخبط ِ
أصابعك ِ العابثات ِ التي تقتفي أثراً في
الهواء ِ
لحقل ِ السواسن ِ يحرس قطر َ الندى تحت
فستانهِا .
لا تُسِرُّ سوى من تحبُّ ،
وليست تردُّ سوى الواقفين َ على بابِها
بالورود ِالتي ذبلت ْ في انتظار يديها
وقد لا تأتيان ِ،
وتقدر ُ أن تخرِج الماء ِ من طين ِ أعضائك
ِ العطشات ِ ، وحيّك َ من ميِّتيك َ إذا
قدّرت ْ
كلما يختلي بك َ موتُك َ
: إني أحبك ِ .
وارضَ بما استعجلت ْ منك َ يفنى بفتنة ِ
أزمانِها ..
*شاعر فلسطيني مقيم في موسكو .