كارستن نيبور

كارستن نيبور

شارك فيما يعتبر أول رحلة علمية استكشافية أوروبية في عالمنا العربي والإسلامي . عالم رياضيات وراسم خرائط ألماني أنجز إحدى أهم الرسومات عن مصر وفلسطين واليمن . هو ” كارستن نيبور ” ولد في مارس عام 1733 وبسبب تعليمه المتواضع ، عمل مزارعاً في بداية حياته ثم مهندساً في الجيش مما  أهله ليكون عضواً في البعثة الاستكشافية الدانماركية التي دعا إليها ملك الدانمارك ” فريدريك الخامس ” بتوجيه من دارس العبرية ” ديفيد ميكاليس ” . رافق ” نيبور ” كبار العلماء بينهم ” فون هافن ” المستشرق الدانماركي ، و ” كرامر ” الفيزيائي الدانماركي ، وعالم النباتات السويدي ” فورسكال ” ورساماً ألمانياً مختصاً بالرسم على النحاس .

درس ” نيبور ” اللغة العربةي استعداداً للقيام بالرحلة وكذلك الرياضيات والجغرافيا والأرصاد ورسم الخرائط . انطلقت البعثة في يناير عام 1761 من كوبنهاجن إلى الإسكندرية بمصر . وبعد قضاء عام فيها انطلقوا من السويس إلى سيناء وغادروها في أكتوبر عام 1762 إلى اليمن ، التي كانت هدف البعثة ، حيث لم يكن اليمن معروفاً للكثيرين بالرغم من أهميته التوراتية لديهم .

وصلوا في مايو عام 1763 إلى ميناء مخا ( بضم الميم ) بلدالبن المعروف لدى الأوروبيين . وبسبب الملاريا توفي ” كرامر ” وعضوان آخران في البعثة . انطلق الباقي إلى تاعز ثم صنعاء ثم بومباي بالهند . توفي أثناء ذلك اثنان آخران . ونجا ” نيبور ” بعد أن ارتدى الزي المحلي وتأقلم مع الطعام . في عام 1764 قام باستكشاف الهند وأبحر منها إلى مسقط في عمان وزار أثناء الطريق شيراز في إيران وبابل وبغداد والموصل بالعراق وحلب في سوريا . وأمضى فترة طويلة في بيرسيبوليس الإيرانية حيث قام برسم المكان والناس والخرائط .

ظلت رسوماته مرجعاً لمدة مائة عام بعده . كان أفراد البعثة قد استعانوا بتجار عرب ومسلمين ويهود أيضاً . وبالرغم من أنهم وصلوا جدة كما يزعمون ، فإن السلطات اليمنية ارتابت فيهم واعتقلوا لمدة يومين وتم تفتيش قافلتهم أثناءها بدقة ثم أفرج عنهم وانصرفوا مع الهدايا التي قدمها لهم الإمام حاكم اليمن .

في عام 1766 قام باستكشاف فلسطين التاريخية قبل أن يعود نهائياً إلى الدانمارك ليشغل منصباً عسكرياً ثم مدنياً وتزوج ومات في ميلدورف عام 1815 عن 82 سنة . راعى نيبور في كتاباته عن جزيرة العرب واليمن عدم التقيد بملاحظات من سبقه من المستشرقين فاعتمد تماماً على ملاحظاته التي كانت تنقصها الدقة أيضاً وكذلك عدم معرفة الناس هناك ، حيث اعتبرهم متخلفين علمياً عن الأوروبيين . ظل ” نيبور ” بعد عودته للدانمارك يعمل لمدة عشر سنوات لاستكمال أعماله ونشرها فكانت تحفته ( وصف جزيرة العرب ) ونشر الجزء الرابع منها بعد وفاته على يد ابنته بينما تكفلت الحكومة الدانماركية بالإنفاق على نشر الرسومات الدقيقة من على النحاس إلى الطبع !  وأطلق اسمه على قسم الاستشراق واللغات الشرقية في جامعة كوبنهاجن .

 

 

m2pack.biz