1من اصل2
* بسام عبد اللطيف، تصوير: هشام لبيب
نظرة من بعيد، تتأمل مشهد الرمال المائلة للحمرة، تتماوج كثبانها الصخرية تارة والرملية تارة أخرى، فالطبيعة هي صاحبة الكلمة العليا هنا، تحتضن قبابًا بناها الإنسان تعبيرًا عن احترامه العميق لقصة بدأت منذ أكثر ممن 40 مليون عام…
إنه متحف الحفريات بوادي الحيتان.
قرابة قرن كامل من الزمان مر منذ اكتشاف الحفرية الأولى بالمكان وحتى تولى أول فريق مصري مسئولية الموقع في عام 2000 بقيادة الجيولوجي د. محمد سامح والذي بدأ بوضع خطة عمل دقيقة تهدف إلى الحفاظ على المحمية التي تبلغ مساحتها حوالي 200 كيلو متر مربع، وتقسيمها إلى منطقتين إحداهما للبحث العلمي والثانية للزيارات، كانت الخطوة الأولى لهم في المكان هي تحديد مداخل ومخارج المحمية وتأمينها بشكل جيد، وعمل طريق رئيسي واحد يوصل إليها وكذلك أماكن إقامة دائمة للباحثين تم بناؤها بالطوب اللبن وبشكل بدائي جدًا للحفاظ على هوية المكان.
الفكرة المبدئية كانت تأسيس متحف مفتوح في المكان ليمكن الزائرين من التعرف على التاريخ الطبيعي والجيولوجي للمنطقة وبالفعل تم تحفيظ المتحف المفتوح على مساحة 2 كيلو متر مربع بالاعتماد على الخامات الطبيعية المتوفرة بالموقع لرسم وتحديد المكان، وفي عام 2005 قامت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” بإعلان منطقة وادي الحيتان كمنطقة تراث عالمي، كما اختارتها كأفضل مناطق التراث العالمي للهياكل العظيمة للحيتان وبقايا الحفريات.