كرسي في مقهى مهجور

كرسي في مقهى مهجور

كرسي في مقهى مهجور
كرسي في مقهى مهجور

“منارة

الصامتة جداً
كمثل كرسي في مقهى مهجور
كنت أقف قبالتها
نتشارك الصمت نفسه
أنا بمعطفي الأسود الهالك
وهي بردائها الأصفر الأزلي .

كنت أقف قبالتها
ظهري للمدينة ووجهي للبحر
ظهرها للبحر ووجهها للمدينة .

كنت أقف قبالتها
لا شيء مما يحدث خلفي يعنيني
لا شيء مما يحدث خلفها يشغلها .

كنت أقف قبالتها
أغبط ثباتها الدائم
تحسد حركتي الممكنة .

كنت أقف قبالتها
أفكر بالرجل الوحيد الذي يرافقني
الرجل الذي تعرفت إليه للتو

تفكر بالملايين الذين عرفتهم طويلا ولم يرافقها أحد .

كنت أقف قبالتها
قدماي لا تكادان تلامسان الرصيف
و رأسي أخفض من شجرة تتهاوى

قدماها مغروزتان في رمل سحيق
و رأسها أعلى من إله متكبر .

كنت أقف قبالتها
أشفق على وحدتها الناصعة
تشفق على وحشتي الملتبسة

كنت أقف قبالتها تماماً
قبل أن أصبح رقماً عابراً
في لوح حسابها العتيق
تلك المفردة العتيقة
الشاهقة .”

رشا عمران

m2pack.biz