كوني قوية!

كوني قوية!

كوني قوية!

قالت لهم: فقدت وطني
فقالوا لها: ابحثي عن وطن بديل..
كلهم يبحثون..
قالت: لن أستطيع.. أنا مدمنة لهوائه.. عاشقة لترابه… تسكنني الذكريات ..
تؤلمني الأماكن.. وترهقني التفاصيل..
ومحال أن يملأ عيني وطناً غيره..
قالوا لها: لست وحدك.. هو شعب بأكمله..
كوني قوية!
قالت لهم: فقدت أخي.. لا أدري أين .. ولا كيف ولا لماذا.. ولا عندي له عنوان كي أبعث بالورود..
فقالوا لها: هو شهيد.. مكانه جنات الخلود.. ما عهدناك ضعيفة هكذا…
قالت لهم: اشتقت أبي وأمي..
أحن إلى أحضانهم.. إلى نظراتهم…
إلى أيديهم أقبلها ..
أشتاق وجودهم على مائدتي..
أشتاق لقبلة يطبعوهاعلى جبين أولادي..
يكبر الأولاد، وتزداد المسافات..
أشتاق نصيحة.. انتقاداً ..
دعوة مباركة.. حواراً.. نقاشاً..
أي شيء.. أي شيء..
قالوا لها: عن ماذا تتكلمين..
يكفيك أنهم بخير…
كوني قوية!
قالت لهم: يؤلمني زماني ..
زمان الخزي والعار
الذل في كل مكان..
والقهر مارد البحار والجبال..
كم هو قاس نزيف الأوطان..
قالوا لها: عليك الاستمرار.. إذا نظرت حولك ستتعبين…
وتعبت.. أرهقت… وخارت قواها…
سئم قهرها من عجزها..
وتكالب عجزها على أيامها..
تعب ضعفها من قوتها..
وتهالكت قوتها من ضعفها..
فطالبت باللجوء العاطفي..
إلى جزيرة تحتوي أشجارها على إكسير القوة… مشروباً للحياة….
ولا زالت تنتظر تصريحاً بالسفر..
شاعرة سورية
رفيف التركي شهابي

m2pack.biz