كيف تتخطى لحظات الوداع بأقل ضرر نفسي وبمشاعر ثابتة؟لحظات الوداع للمسافر
لابد من أننا تعرضنا يوما لتوديع شخص عزيز علينا متوجه للسفر إلى مكان آخر وتتصاعد صعوبة لحظات الوداع كلما كانت المدة كبيرة والمكان الذي يسافر إليه هذا الشخص بعيدًا، ولكن بالطبع لابد من السفر إلى مكان آخر سواء للعمل أو الدراسة أما السفر للسياحة أو غيرها فهي تكون فترات بسيطة وهي غير معنية منا بالحديث عنها لأنها إن طالت أو قصرت فلن تزيد عن شهر في المتوسط وربما أقل من ذلك لكننا سنتحدث عن الذين يسافرون لفترات طويلة قد تصل إلى سنوات وهذه هي التي تكون لحظات الوداع فيها صعبة.
المسافر الذي توصله للمطار
لتهوين لحظات الوداع على الشخص الذي توصله للمطار، قم بفحص محتويات سفره والتأكد من كل أوراقه كاملة والتأكيد على حجز الطائرة والاهتمام بتأمين إجراءات السفر العادية واهتم بالحقائب والتأكد من وجودها كاملة أو عدم تبديلها مع أحد آخر ولا تتطرق في الحديث إلى أي شيء له علاقة بافتقادك له ولا تدع الدموع تنهمر واشغل نفسك بأي شيء له علاقة بإجراءات السفر وأخبره أنك ستطمئن عليه باستمرار وحتى اللحظة الأخيرة تظاهر برباطة الجأش والثبات حتى لا تجعله هو نفسه مهموما وهو مسافر خصوصًا إن كان يسافر للمرة الأولى فهو أغلب الظن يكون متأثرا ومأخوذا فوق ما تتخيل ولا يريد أن تزيد الأمر عليه أكثر خصوصًا في الأوقات الأخيرة له قبل السفر.
المسافر الذي تسلم عليه قبل وداعه
المسافر الذي تذهب وتسلم عليه احرص على ألا تطول مدة زيارتك واحرص على ألا تجعل الأمر صعبا عليه وإن كان يمكن أن تذهب بشكل اعتيادي وتقول له أنك ستحاول أن تأتِ له مرة أخرى قبل أن يسافر مباشرة بشرط ألا يكون هناك فترة قبل السفر أكثر من يومين فهذا أفضل بكثير، وأذكر أن مرة كان صديقي الذي نلتقي بشكل يومي ونجلس في المقهى كان مسافرا إلى دولة أخرى وسيظل هناك لفترة طويلة على الأقل ثلاث سنوات، وما كان مني إلا أن ذهبت إليه في اليوم الذي يسبق يوم سفره مباشرة وسلمت عليه وجلست معه ثم تظاهرت بأنني سأذهب إلى دورة المياه أو ما شابه ثم هربت ومشيت، خاصة وأنني نظرت إليه طويلا قبل المغادرة وكان منشغلا مع أشخاص آخرين جالسين معه وإن ذهبت لأسلم عليه لن أضمن وقتها تمالك أعصابي وربما كنت انهرت في بكاء عنيف، لذلك فضلت أن أذهب بعيدا وأفهمه بعدها الأمر وهو قال لي أن هذا هو أفضل حل لتلافي لحظات الوداع المؤثرة والمؤلمة لأنه لم يكن سيتمالك أعصابه بدوره.
المسافر الذي يذهب إلى هجرة
هذا الشخص يفضل أن تكون لحظات الوداع بينكما تأخذ حقها، هناك احتمالين لشخص يذهب إلى هجرة أنه سيعجبه الحال هناك وسيستوطن وربما لن يأتي إلى موطنه الأصلي مرة أخرى، والاحتمال الآخر أنه لن يستطيع التأقلم وسيرد عائدا بعدها بفترة بسيطة لأحضان الوطن مهما كان قاسيا أو باردًا، لكن الاحتمال الأول رغم ذلك يبقى قويا وله وجاهته لذلك عليك أن تحتضنه جيدا ولا تقول له أي شيء لأن أي كلمة في هذه اللحظة ستقال ستفقد معناها بالتالي عليك أن تحتضنه فحسب.