كيف تتعاملين مع أغرب سلوكيات طفلك قبل المدرسة؟
يكتسب الطفل من البيئة التي تحيط به السلوكيات الخاطئة مثلما يكتسب كذلك السلوكيات الحميدة، وهنا يأتي دور الأم في غرس السلوكيات الحميدة في الطفل منذ نعومة أظافره. فالأم هي مرآة طفلها والقدوة الأولى له ولكن لا تجيد الكثير من الأمهات حسن التصرف أو التعامل بطريقة ملائمة، لتردع الطفل عن ممارسة مثل هذه السلوكيات الخاطئة التي قد يتعلمها من أقاربه أو أصدقائه في الحضانة. في هذا المقال ستجدين أمثلة على هذه السلوكيات وكيف يمكنكِ التعامل معها.
ما مفهوم السلوك الخاطئ؟
هو السلوك الذي يمارسه الطفل ويضر بمصلحته أو صحته أو بمصلحة المجتمع المحيط به على المدى القريب أو البعيد، ولا تُصنف “الشقاوة” الطفولية المعتادة أو كثرة الحركة واللعب على أنها ضمن هذه السلوكيات الخاطئة، لذا يجب التفرقة جيدًا بين السلوك العادي والسلوك الخاطئ بالفعل.
وفيما يلي مجموعة من السلوكيات الخاطئة، التي عليكِ التعامل معها والحد منها وتعديلها إذا مارسها طفلكِ:
1. حب الامتلاك
من الطبيعي أن يولد كل طفل بهذا الشعور، فهو يريد امتلاك والدته ولعبه ومقتنياته المفضلة ولا يرغب في أن يشاركه فيها أي شخص.
ولكن لا بد من إفهام الطفل ضرورة حب الآخرين مثلما يحب نفسه، وأن يشارك أصدقاءه ألعابه ويحرص على مراعاة مشاعر من لا يمتلكون هذه الألعاب، حتى لا يستمر في ممارسة هذا السلوك.
2. العنف في اللعب
يولد الأطفال بفطرة حب اللعب والرغبة في الفوز دائمًا، لذا يرتكب بعض الأطفال أفعالًا خاطئة عند اللعب مع أخواتهم أو أصدقائهم، فبمجرد الخسارة يرفضونها ويصل الأمر إلى رفض استكمال اللعب وضرب من يشاركهم فيه.
وجِّهي طفلك بأن هذا السلوك غير مقبول وأنه لن يقبل أن يضربه أحد إذا خسر أمامه، فلماذا يفعل هذا السلوك العدواني؟ وأخبريه أنكِ لن تسمحي له باستكمال اللعب طالما أنه لا يعبر عن وجهة نظره بطريقة محترمة ولائقة.
3. التحدث بألفاظ سيئة
يتعرض الأطفال الصغار لسماع الألفاظ السيئة من التليفزيون أو الشارع أو حتى من ذويه كزلة لسان، وكل ما يفعله الطفل هو ترديد هذه الألفاظ دون علم منه إذا كانت جيدة أم سيئة إلى أن يعتاد عليها ويكررها على الدوام.
لا تنفعلي بمجرد يتحدث طفلك بأيًّا من هذه الألفاظ السيئة، ولكن عرفيه أنها كلمة سيئة بهدوء وبحزم، وعرفيه بديلًا لهذه الكلمة أو مصطلحات أخرى يستخدمها. وتذكري أنه حاليًا في طور التعلم، فهو يتعلم ما يجب أو ما لا يجب أن يفعله ويقوله.
4. التخريب والرسم على الجدران
في طريقة للتعبير عن هواياته، قد تجدين طفلك لا يكف عن الرسم على جدران المنزل رغم تحذيراتك المستمرة.
يجب أن يتعلم طفلك أولًا عواقب هذا السلوك وعلميه طريقة تنظيف الحائط كي يفعلها وينظف ما قام به، ثم شجعيه على الرسم في كراسة خاصة بالرسم، وأحضري له مجموعة مختلفة من الألوان وامدحي رسوماته. وأخبريه بأنه عندما يرسم على الحائط لن يستطيع اصطحاب الحائط معه لكي يجعل أصدقاءه يشاهدون رسوماته، ولكنه يستطيع أخذ الكراسة معه في أي مكان.
5. الإلحاح المتواصل والتحدث بصوتٍ عالٍ
بعض الأطفال لديهم القدرة على الإلحاح المتواصل و”الزن” بصورة قد تدفع الأبوين إلى الجنون، وقد يستخدمون أيضًا الصوت العالي والصياح للتعبير عن متطلباتهم.
في حال استخدام طفلك لهذا السلوك السيئ حاولي لفت انتباهه إلى شيء آخر، واطلبي منه التحدث بصوت منخفض لأنكِ لن تعيري له أي انتباه طالما يتحدث بصوت مرتفع، ويجب أن تعكس ملامح وجهك ونظراتك الحزم والإصرار وأنكِ لن تتراجعي عن موقفك في عدم إجابة طلبه حتى يتكلم بالأسلوب المناسب.
طفلك الآن في المرحلة العمرية التي تسهم في تكوين وصقل شخصيته وتنمية فكره، لذا فإن الأفضل من معاقبة الطفل على ممارسة أي سلوكيات خاطئة، هو توجيهه نحو السلوك الصواب وتشجيعه كلما بذل جهدًا لتصحيح أي سلوك خاطئ، وإعطاؤه مساحة من الحرية في التصرف مع إرساء القواعد الصحيحة للتربية والأخلاق.