كيف تتعامل مع شريك ضعيف الشخصية بحكمة؟
الآن نتحدث عن كيفية التعامل مع الشريك ضعيف الشخصية وإكسابه الثقة وصقل شخصيته دون أن نجرحه أو نحط من كرامته أكثر وأكثر:
عدم مواجهته بضعف شخصيته
من الأمور التي يجهلها الجميع في معاملة الشخص ضعيف الشخصية هو مواجهته بضعف شخصيته على أمل أن يقوّم نفسه ويعدّل من نفسه، لكن هذا سوف يجعله ينطوي على نفسه أكثر حيث يأتي بنتيجة عكسية ولعل النتيجة ستكون أكثر كارثية في حالة أن شريك حياته هو من يراه كذلك ذلك الشخص الذي يكن له كل الحب ويضع فيه كل الثقة، فكيف إن كانت صورته في عين شريكه سلبية بأن يكون ضعيف الشخصية إذًا؟ لذلك أول درس في التعامل مع الشريك ضعيف الشخصية هو عدم مواجهته بضعف شخصيته.
تخييره بين أمرين
بالنسبة للشريك ضعيف الشخصية الذي يأبى أخذ قرار بمفرده وينقاد بشكل أعمى لمن يصاحبه فهو حتى في أبسط الأمور لا يأخذ قرارا مثلا عندما تكونا سويًا فهو لا يحدد أين تذهبان، ولا يحدد ماذا يأكل ولا يحدد ماذا يشرب ولا يحدد متى تغادران ومتى تفترقان، كل شيء ينتظر فيه أن تأخذ بيده وتطلب منه شيء فيقوم خاضعًا بتنفيذه فحسب، وبالطبع لو طلبت منه تحديد شيء أو أخذ قرار فإنه سيقف متبلدا أمام هذا لأنه لم يتعود وبالتالي لا يستوعب ذهنه أنه مؤهلا أصلا لاختيار شيء أو اتخاذ قرار بشأن أي شيء في حياته حتى لو كان المطعم الذي ستأكلان فيه، فكيف إذًا يمكنك تعويده على شيء مثل هذا؟ الطريقة الأفضل والأكثر فاعلية هي تخييره بين أمرين، مثلا؟ هل نذهب لمطعم المشويات أم لمطعم الأسماك؟ هكذا أنت وضعت أمامه خيارات يستطيع الاختيار بينها وهذه مهمة أسهل، أما أن تضعه في موقف إنشاء قرار من بدايته دون تمهيد فهذا صعب جدا وسيزيد الأمر تعقيدًا، في كل مرة تقوم بتخييره بين شيء وشيءٍ آخر وتدعه وحده يحدد وترفض إبداء أي رأي تجاه أي شيء حتى يختار هو بنفسه وقتها سوف يتعلم أن يتخذ القرارات بمفرده في الأمور الصغيرة في البداية ثم امتدادا للأمور الأكبر والأكبر وصولا للشئون الجوهرية في حياته.
تحديد نقاط الضعف
يجب في البداية تحديد نقاط الضعف، مثلا مما يخاف هذا الشخص وما الذي يجعله ضعيف الشخصية؟ هل خوفه وخجله من الناس؟ هل موقفًا حدث له في وقت مبكر في حياته وجعله ضعيف الشخصية؟ هل يشعر بالنبذ مثلا؟ هل هو يخاف من والديه مثلا؟ ما هو أكثر شيء يخاف منه بالتحديد؟ وما هي الأمور التي يستحضر بعض الجرأة في وجودها أو أثناء ممارستها؟ هذه الأمور ستوفر وقتا وجهدا كبيرا.
البحث عن حلول عملية للمشاكل
يعتاد الشخص ضعيف الشخصية على الشكوى والبكاء لأبسط مشكلة تواجهه ولكن بدلا من أن تستمع لشكواه وتواسيه عليك أن تستعين بالقليل من قسوة القلب ولكن على ألا تزيد عن حدها وتستحثه لكي يبحث عن حلول عملية للمشكلة، وعادة تكون هذه المشاكل صغيرة جدا مثل انقطاع خدمة الإنترنت، تفقد المغذي الرئيسي، تفقد الأسلاك، تفقد أجهزة تزويد خدمة الإنترنت وتفقد حاسوبك جيدًا، وهكذا.. هاتفك تعطل، قم بإصلاحه.. استعن بهاتف صغير لإجراء المكالمات الضرورية فحسب لحين سماح الظروف المادية لشراء هاتف جديد أو إصلاح الهاتف.. وهكذا، لا تقف وتبكي وتشكي.
تحديد مهام ولو صغيرة يقوم بها وحده
تجديد بطاقة الهوية، تجديد رخصة السيارة، حجز تذاكر لحفلة ما، حجز تذاكر رحلة جوية أو تذاكر قطار، شراء كتاب معين والبحث عنه، هذه بالفعل مهام صغيرة ولكنها غنية بالخبرة، لا تتعجب، صنع الناس شخصياتهم من تفاصيل الحياة اليومية هذه، الشخص الذي لا يحتك بالواقع هو شخص منعزل وحساس تجاه الواقع ويزداد حساسية كلما مر الوقت وهو لم يحتك بالواقع بعد وبالتالي يصاب بحالة ضعف الشخصية هذه، وهذا هو الواقع، هذه هي التفاصيل اليومية وسد الاحتياجات البسيطة هي الواقع، الواقع ليس تنانين أو ديناصورات، الواقع هو هذه الأحداث الصغيرة العادية.
تعريفه على عوالم أخرى وثقافات متنوعة
للأسف يتشرنق الشخص ضعيف الشخصية مثل يرقة لم تبلغ نضجها بعد ولن تنضج أبدًا ويظن أن عالم اليرقة هو كل العالم بالفعل بالتالي لا ضرر من تعريف هذا الشخص على آخرين لديهم ميول واهتمامات مختلفة، لديهم رؤى مختلفة لعيش الحياة ويا حبذا لو كانوا اختاروا سبلا وعرة لسلك مسالك الحياة، لو كانوا تخلوا عن وظيفة أحلامهم من أجل تتبع شغفهم أو عملوا بوظائف صغيرة من أجل ألا يكونوا عالة على أسرهم، فتح آفاق جديدة لهذا الشخص تصقل ذهنه وتضبط إدراكه وتنمي وعيه للعالم من حوله.
تحديد الميول والاهتمامات
مهما كانت شخصية الإنسان فهو بالطبع له ميول واهتمامات معينة وبالتالي يجب عليك العمل على تحديد هذه الاهتمامات في الشريك ضعيف الشخصية حتى إن كانت غريبة كمتابعة لعبة كرة الشاطئ أو هواية مشاهدة أفلام الرسوم المتحركة اليابانية أو اللعب بالمكعبات أو الهوس بالأشكال الهندسية، أيًا كان هذا الميل وهذه الاهتمامات يجب تنميتها والعمل على تثقيف هذا الشخص في المجال الذي يحبه أولا ومن ثم أخذه من خلال هذا المدخل لمناطق أخرى من الثقافات والعلوم العامة، وتحبيبه في الإطلاع والقراءة والتعرف على العالم من حولنا.