كيف يؤثر ترتيب طفلك في الأسرة على شخصيته؟
يؤثر ترتيب طفلك في الأسرة على طبيعة شخصيته، وهذا ما يجعلك تلاحظين اختلاف في طبيعة شخصيات أطفالك رغم نشأتهم في بيئة مماثلة وظروف واحدة، فالطفل الأول له بعض الصفات التي يختلف فيها عن طفلك الأوسط والثالث أيضًا، فتعرفي معنا اليوم كيف يؤثر ترتيب طفلك على تكوين شخصيته، حيث إن الأطفال لا يولدون من رحم أمهاتهم قياديين أو منعزلين وانطوائيين وإنما طبيعة التربية هي المسؤولة عن تكوين الشخصية.
الطفل الأول:
يتمتع الطفل الأول دائمًا برعاية مميزة دقيقة، حيث تختبرين أنتِ وزوجك دوركما الجديد كوالدين للمرة الأولى، لذلك تكون رعايتكما على خليط من الفطرة ومن المحاولات والأخطاء، وربما تتقيدان بكتب التربية، وهو ما يجعلكما مقيدان ومفرطين في التدخل في تفاصيل حياته، وهذه الرعاية تدفع بطفلك إلى أن يكون ساعيًا دائمًا للمثالية رغبة منه في إرضائكما.
لذلك فشخصية الطفل الأول عادة ما يميزها بأنها تكون أقرب للمثالية، والرغبة في التميز، وفي بعض الأوقات الرغبة في التملك والانفراد بحصوله على اهتمام ورعاية الوالدين.
كما يتميز الطفل الأول بأنه قائد أشقائه، وعادة ما يكون منظمًا وناجحًا، ويسعى بطريقة لا واعية إلى السيطرة عليهم، ويتمتع بتفكير حكيم في معظم الأحيان، ما يوضح سبب اعتماد أشقائه عليه للمساعدة، ستلاحظين دائمًا أنه يحاول الاقتراب لأن يصبح والدًا لأشقائه، يجتهد في دراسته وفي عمله لأنه يظل مريدًا أن يكون الأفضل، تمامًا كما كانت تربيته في الصغر.
الطفل الأوسط:
احتفلت الولايات المتحدة الأمريكية منذ يومين بيوم الطفل الأوسط Middle Child Day لما له من سمات مختلفة. إن قراركما بإنجاب طفل آخر لن يكون قبل أن تكونا قد اكتسبتما خبرة جيدة في تربية طفلكما الأول، لذلك فغالبًا ما تكون رعايته أقل حدة من شقيقه الأول، ليس فقط بسبب الخبرة التي حصلتا عليها، ولكن بسبب صعوبة تقسيم الوقت بين الطفلين، وهو ما يؤكد أن الطفل الثاني سيحصل على رعاية أقل من سابقه، فتنمو شخصيته لتصبح أقل سعيًا إلى المثالية وأكثر سعيًا لإرضاء الناس، بما أنه لم يحظَ بالاهتمام الكافي مقارنة بشقيقه الأكبر.
ويشعر الطفل الأوسط في أغلب الأحيان أن أهله غافلون عنه، وفي بعض الأحيان في المراحل المبكرة من عمره ، قد يقول لكِ: “لستُ الكبير، ولستُ الصغير، من أكون؟”، ويدفعه هذا التخبط الهرمي في العائلة للبروز في مجموعة الأصدقاء، بما أن اهتمامكما كوالديه غالبًا ما ينصب على الولد الأكبر أو الأصغر.
يُرضي الطفل الأوسط الناس حتى يحصل على الاهتمام الذي يفتقده، وتكون شخصيته ثورية إلى حد ما، بما أنه يبدأ بمعاندة أهله ويكون لديه عدد كبير من الأصدقاء عندما يكبر وعدد أكبر من المعارف.
وتحذر المجلة البريطانية الشهرية Psychologies سيكولوجيس، من أن الطفل لا يولد من رحم أمه قائدًا واجتماعيًا أو منعزلًا وانطوائيًا، بل معاملة أهله له بما أنه الولد الأول أو الولد الأصغر أو “الوسطاني” هي المؤثر الأول، أي أن معاملته بشكلٍ معين بحسب ترتيبه العائلي هي التي ترسم شخصيته، فإذا ما راعى الوالدان طفلهما “الأوسط” بالطريقة عينها، التي راعيا فيها الطفل الأول وحملاه المسؤوليات نفسها، سينمو ليصبح ذو شخصية ساعية للمثالية تمامًا كشقيقه الأكبر.
الطفل الأصغر:
وهو من يتمتع باستقلالية أكبر من أشقائه، ولا يكون مقيدًا بقواعد صارمة بقدرهم، عندما يكبر، يعشق المناسبات الاجتماعية والحفلات الراقصة، ويسعى لأن يكون محط الاهتمام، وفي بعض الأحيان، قد يتطور لديه حس من الأنانية، لأنه اعتاد الحصول على ما يريده منذ الصغر، جراء تربيته المدللة، ويسعى للتلاعب بغيره للوصول إلى مبتغاه.