كُن على استعداد دائم لمواجهة التغيرات الكبيرة والتكيف معها

كُن على استعداد دائم لمواجهة التغيرات الكبيرة والتكيف معها

كُن على استعداد دائم لمواجهة التغيرات الكبيرة والتكيف معها
كُن على استعداد دائم لمواجهة التغيرات الكبيرة والتكيف معها

قد لا نبتعد كثيراً عن الصواب، إذا قلنا أن الشئ الوحيد الثابت في الكون، هو التغير، بل إننا كثيراً ما نتحدث عن التغير بوصفه سنة الحياة وناموسها الأكبر، فلماذا إذن يتشبث البعض بالجمود وعدم تقبله لأي من التغيرات الكبيرة التي تحدث وكأنه يحيا في عالم خالد، ثابت، أبد الدهر؟!
فعندما يستيقظ الفأر (سكاري) في يوم ما، ولا يجد أمامه قطعة الجبن التي أكلها ولم يعد يتبقى شئ منها، فإنه سوف يصاب بالارتباك والضياع وخيبة الأمل، لأنه لم يفكر في انتهاء تلك القطعة من الجبن، وظن أنها ستخلد معه إلى الأبد. لذلك لم ينظر إلى موقفه الحالي بوصفه موقف مؤقت سوف ينتهي في القريب العاجل ومن ثم يتعين عليه أن يستعد لذلك ويتوقع حدوث هذا التغير ويعمل على التكيف مع تلك الأوضاع المستجدة. إن النظر إلى الأمور على أنها ثابتة وباقية على وضعها الحالي، من شأنه أن يوقف قدرتك على استشعار الدلائل والعلامات التي تخبرك عن مدى اقترابك من التغيرات الكبيرة التي ستحدث لك. وهي نفس الرؤية التي نظر من خلالها (سكاري) على قطعة الجبن، لدرجة أنه فقد قدرته على ملاحظة حجم قطعة الجبن الآخذ في النقصان والانتهاء.
وعلى الجهة الأخرى، فإن (سنيف) لم يستند ويطمئن تمامًا إلى النجاح والمخزون الذي يحتفظ به من الجبن، لذلك كان من السهل عليه أن يلاحظ ويشعر بحجم قطعة الجبن المتناقص بشكل مستمر، وبالتالي أصبح لديه انتباه واستعداد للحظة الجديدة التي ستطرأ عليه ومن ثم تتبدل الأوضاع وحينها سيكون جاهزاً للتعامل والتكيف مع تلك اللحظة الجديدة. وفي اللحظة التي أدرك فيها (سنيف) أن قطعة الجبن انتهت ولم يعد متبقيًا منها شئ، فقد بدأ في الانتقال والبحث عن مكان آخر جديد لكي يجد فيه قطعة جبن ثانية، دون أن يستهلك الكثير من الوقت والمجهود في التفكير أو الإحباط أو الندم والتمسك بما مضى من نجاح. فكلما تحرك بشكل سريع وفقًا للأوضاع الجديدة و التغيرات الكبيرة الحادثة، كلما كانت مهمته في البحث والاكتشاف والنجاح متوفرة ومتاحة بشكل أسهل وأفضل.
بينما نجد (سكاري) وقد أنكر، ورفض تقبل التغير والتبدل في الأوضاع الذي يحدث دائمًا في الحياة، فإنه ينتهي به الحال إلى الإحباط والندم، والوقوف عند النقطة والوضع القديم. لذلك فإنه يستهلك الكثير من الوقت والمجهود في رفض الواقع الجديد والتحسر على الماضي المزدهر. وبدأ سكاري في العودة إلى نفس المكان القديم الذي انتهت منه الجبن بالفعل، دون أن ينتبه لضرورة البحث عن مكان أو طريق جديد كما فعل (سنيف). فكانت خاتمة المطاف هي الجوع والحيرة والضعف أمام التغيرات الكبيرة . إن الدرس الذي نستطيع رؤيته في هذين النمطين من السلوك، هو ضرورة تقبل الأوضاع الجديدة المتغيرة، ومن ثمّ التكيف معها وفقاً للقواعد الجديدة. إنه طريق الاستمرارية في النجاح دون الغرق في أيام الرخاء والازدهار فقط.

m2pack.biz