لغة جسدك تفضحك كن متيقظاً لهذه المؤشرات !
قد يكون الرئيس الاميركي دونالد ترامب، من أهم السياسيين العالميين الذين وظّفوا لغة الجسد للتعبير عن سلطتهم وسطوتهم. فقد اشتهر هذا الرئيس المثير للجدل، منذ لحظة ترشّحه للانتخابات، بمصافحاته التي يعمد خلالها الى شدّ يد مصافحِه تجاه جسمه، ما يدلّ على نظرته الفوقية إلى مُجالسه. مصافحة بسيطة في الشكل، لكنها في المضمون تحمل رسالة مفادها “أنا أقوى منك”.
في المقابل، تمكن أحد زواره، وهو رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، من وضع حدّ له بطريقة لائقة جداً. فكان هذا السياسي الشاب جاهزاً لصدّ هذه المصافحة “المفخّخة” باللغة نفسها، أي لغة الجسد. شكّلت لحظة اللقاء بين الرجلين دليلاً واضحاً على جاهزية ترودو الذي يشتهر ببنيته الحديدية، بفضل ممارسته رياضة الملاكمة. إذ تمكن من منع ترامب من شدّ يده وجذبها تجاهه. فوجّه إليه بذلك، ومنذ لحظة وصوله رسالة مبطنة، تؤكد ان العلاقات بينهما يحكمها مبدآ المساواة والاحترام.
كثيرة هي الامثلة التي يمكن رصدها، حتى بين ترامب وزوجته ميلانيا، التي وإن دلت على شيء، فعلى توتر “مقنّع” بينهما: على أي حال، وبما ان لغة الجسد تحكي بصمت آلاف الكلمات، جمعنا لكم في هذا التقرير أهم المؤشرات التي من المفترض الانتباه اليها أياً كانت المناسبة، اجتماع عمل أو حدثاً رسمياً.
الابتسامة:
يعتقد البعض ان الوجه المتجهّم ضرورة لفرض الهَيبة وجعل الآخرين يشعرون بالخوف، خصوصاً اذا كانوا من الموظفين. الواقع ان هذا الامر يُعدّ من الاخطاء الشائعة في لغة الجسد. فالوجه المبتسم يستطيع مدّ جسور متينة من التواصل مع الآخرين، أياً كان منصبهم.
في المقابل، يخفي الوجه العابس شخصية ضعيفة. بمعنى آخر، الرجل صاحب الشخصية القوية لا يخشى الابتسام، بل على العكس يرى في هذه الخطوة سلاحاً فاعلاً. فمن جهة، تجعله الابتسامة جذاباً وجديراً بالثقة في أنظار الآخرين، كما انها تخفف من حدة التوتر الذي قد يشوب الموقف.
فقد أفادت الدراسات ان الابتسامة تبطئ عمل القلب وتجعل الجسم يشعر بالاسترخاء. كما تطلق هرمون الاندورفين الذي بدوره يحارب التوتر. إنما يبقى من الضروري التنبه الى عدم الافراط في الابتسامة لئلا تبدو مصطنعة. كذلك بينت دراسة أجريت في جامعة ديوك، أن الاشخاص يتذكرون بشكل أسرع أولئك الذين يبتسمون لهم.
المصافحة:
تدل على احترام متبادل بين الطرفين، كما تترك انطباعاً مهماً جداً. عليها ان تعكس مقداراً عالياً من الثقة بالنفس. لذلك عند ملامسة يد مصافحك، عليك ان تضغط عليها، إنما من دون مبالغة. كما يمكن ان تدل على عدم اكتراث ولا مبالاة، خصوصاً اذا أتت باردة ولم تترافق مع نظرة في عيني المصافِح. كذلك يجدر الانتباه الى منطقة الكتفين، حافظ على وضعية مشدودة لأنك آخر ما تريده هو ان تنحني امام مصافحك.
العينان:
تبوحان بالكثير، قد تعكسان صورة الرجل الواثق، الملتزم، الناجح، كما قد تعبران عن الرجل المتردد، القلق، المتوتر. لذلك، لكي تحرص على ارساء هذا التوازن، عليك ان تجعل محاورك يشعر بأنكما على تواصل. العينان هما مرآة الروح، وبالتالي فإنهما تفصحان عما يجول في الخاطر.
إذا كنت شارد الذهن، فستشي عيناك بالأمر. من جهة أخرى، عليك ان تحافظ على التواصل مع الآخر عبر النظر في عينيه مباشرة، شرط عدم المبالغة، والا عدّ التحديق مصطنعاً، وفيه شيئ من انتهاك الخصوصية. كذلك، قد يعني التحديق المبالغ به، انك لا تصغي وشارد الذهن، وتسعى لإخفاء عيبك من خلال وضع “قناع التحديق”.
إذا كنت تحاضر في اجتماع، فاحرص على النظر في عيني كل من المشاركين، من دون ان تسمّر نظرك في احدهم، والا شعر بعدم الارتياح، فيما سيرى الآخرون انفسهم مستثنين من حديثك. كذلك، إذا كان النظر في عيني الآخر يُتعبك، فضع عينيك في عينيه ثوانيَ معدودة ثم أشح نظرك يمنة او يسرة، من دون ان تخفض المستوى، والا رأى هذا الامر عدم ثقة بالنفس.
اليدان والساقان:
صحيح اننا تحدثنا عن اليدين والمصافحة، لكننا هنا نسلّط الضوء على وضعية الجسم كله؛ لدى الجلوس، احرصوا على “الاستيلاء” على مسافة لا بأس بها. املأوا المقعد او الكرسي الذي تجلسون عليه، فلا تتركوا مسافة فارغة خلف الظهر. كذلك، لا تتخذوا وضعية تكتيف اليدين او الساقين، لأن هذا يدلّ على شعور بعدم الامان ومحاولة حماية النفس من الآخر، وكأنه يشكل تهديداً لكم. على العكس، ابقوا اليدين في وضعية الانبساط، لأن هذا يعكس الثقة بالنفس والسيطرة على الموقف. تكتيف اليدين يدل على عدم الاستماع وعدم الاصغاء الى الآخر، وغياب الاستعداد لتقبل افكار جديدة.
مؤشرات التململ:
لكل شخص حركات تململ خاصة به، سواء اللعب بالشعر، حكّ العينين، وتحريك الساقين الى الامام والخلف، قضم الأظفار، ملامسة العنق او ملامسة الوجه؛ من المفضل الابتعاد عن كل هذه الحركات، لأنها تدل على التوتر وعدم الثقة بالنفس او الملل وعدم الاكتراث بمُجالسك. كما تجعل الآخر يفقد تركيزه وتشتت افكاره، وتالياً يصبح التواصل بينكما مقطوعاً او على الاقل لا فائدة منه.
محاكاة حركات الآخر:
عادة، حين يجالس المرء شخصاً مقرباً إليه، سيعمد، ومن دون ان يلاحظ، إلى محاكاة حركات جسده، هذا ما يولد بينهما انسجاماً كبيراً. لذلك، إذا اردت ان تنسج علاقة جيدة مع شخص تربطك به علاقات مهنية، حاول ان تحاكي حركاته وكأنك صرت مرآة له. فإذا عمد الى تحريك الجزء الاعلى من جسمه الى أمام، فبادره بالحركة نفسها. إذا وضع يديه الى جانبيه، فقم بالأمر نفسه. لكن يجب الانتباه الى ضرورة عدم القيام بالحركة نفسها مباشرة، والا ارتدّ الامر سلباً عليك.