للْحَقيقَة وَجْهان … وَالثَّلْجُ أَسْود فوق مَدينَتنا

للْحَقيقَة وَجْهان … وَالثَّلْجُ أَسْود فوق مَدينَتنا

للْحَقيقَة وَجْهان وَالثَّلْجُ أَسْود فوق مَدينَتنا
للْحَقيقَة وَجْهان وَالثَّلْجُ أَسْود فوق مَدينَتنا

للْحَقيقَة وَجْهان … وَالثَّلْجُ أَسْود فوق مَدينَتنا

لَمْ نَعُدْ قادرين على الْيأْس أكْثرَ مما يَئسْنا … والنِّهايةُ
تَمْشى إلى السّور واثقَةً مِنْ خُطاها
فَوْقَ هذا الْبلاط الْمُبلِّل بالدَّمْعِ … واثقةً مِنْ خُطاها
منْ سيُنْزلُ أَعْلامنا : نَحْنُ أم هُمْ ؟
وَمَنْ سوْف يتلوعليْنا ” مُعاهَدَة الصلح ” ….. يا ملك الإحْتضار ؟
كُلُّ شَيْءٍ مُعَدُّ لنا سلَفاً
منْ سينْزعُ أَسْماءنا عنْ هُويَّتنا : أَنْتَ أمْ هُمْ ؟ وَمَنْ سوْفَ يزْرعُ فينا خُطْبَةَ التّيهِ
” لَمْ نَسْتَطِعْ أَنْ نَفُكَّ الْحِصار فَلْنُسلِّمْ مفاتيحَ فِرْدَوْسِنا لوسولِ السَّلام ونَنْجو
للحقيقةِ وجْهانِ …… كان الشِّعارُ الْمُقَدَّسُ سَيْفاً لَنا وَعَلَيْنا
فَماذا فَعَلْتَ بقَلْعَتنا قَبْلَ هذا النَّهار ؟
لَمْ تُقاتِلْ لأنَّك تَخْشى الشَّهادَةَ …. لكنَّ عَرْشَكَ نَعْشُكْ
فأحْمِلِ النَّعْشَ كي تَحفَظَ الْعَرْشَ …. يا مَلك الإنْتِظار
إنَّ هذا السلام سَيتْرُكُنا حُفْنَةً منْ غُبار
مَنْ سيدْفنُ أَيامنا بَعْدنَا : أَنْت ….. أَمْ هُمْ ؟ وَمَنْ
سوْفَ يرْفَعُ راياتهمْ فَوْق أَسْوارِنا : أَنْتَ …. أَمْ فارسٌ يائسٌ ؟
من يُعلّقُ أجْراسهم فَوْقَ رحْلَتنا
أَنْتَ ….. أَمْ حارسٌ بائسٌ ؟
كُلُّ شيء مُعَدُّ لَنا سلفا
فَلماذا تُطيلُ النهايةَ …… يا ملك الإحْتضارْ

محمود درويش

m2pack.biz