لماذا تسبق الصومال وليبيا مصر في "مؤشر السعادة"؟

لماذا تسبق الصومال وليبيا مصر في “مؤشر السعادة”؟

لماذا تسبق الصومال وليبيا مصر في "مؤشر السعادة"؟

احتلت كل من ليبيا والصومال مراكز متقدمة في ترتيب شعوب دول العالم من حيث السعادة، مقارنة بدول أخرى من بينها مصر، فبينما احتلت مصر المركز الـ104 عالميًا، جاءت ليبيا في المركز 68 بينما احتلت الصومال في المركز الـ93 عالميًا.

وتعتمد الدراسة التي تصدرها الأمم المتحدة لترتيب الشعوب من حيث السعادة، على عدة معايير، منها نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي ومتوسط العمر والحرية وسخاء الدولة مع مواطنيها والدعم الاجتماعي وغياب الفساد في الحكومات أو الأعمال.

وبحسب الأمم المتحدة، فإنه يتم مقارنة الناتج المحلي الإجمالي الموزع على عدد السكان في كل من الدول، لكن تصدر النرويج العام الماضي القائمة، في ظل تراجع أسعار النفط، أكد أن ثراء الشعوب في كل دولة ليس العامل الوحيد في تقرير الدولة الأسعد، ومن العوامل الأخرى التي استخدمت في مقارنة الدول هي الكرم، ومعدل طول حياة الفرد، وسهولة إيجاد الفرد لأشخاص يمكن الاعتماد عليهم، وحرية اتخاذ القرارات في الحياة.

 

مصر تتفوق على الصومال في ارتفاع معدل الجريمة.. والأخيرة الأكثر فقرا

الأرقام الخاصة بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في كل من مصر وليبيا والصومال، ترجح كفَّة مصر، على عكس ما جاء في تقرير الأمم المتحدة، وسبقت مصر الصومال في معدل ارتفاع الجريمة، حيث احتلت مصر المركز الثالث بتقييم 56.53، فيما جاءت الصومال في المركز الرابع بتقييم 55.72، بينما احتلت ليبيا المركز الأول بتقييم 57.81.

وقدر حجم البطالة في الصومال بنحو 75% من إجمالي السكان، في حين تبلغ نسبة الفقر 80%، ويبلغ معدل متوسط دخل الفرد نحو دولارين يوميا، أما مصدر الدخل الرئيسي فيأتي من تحويلات المغتربين الصوماليين الذين يقدر عددهم بنحو مليون ومئتي ألف مغترب، وهي أرقام تبدو أقل بكثر من الأوضاع في مصر، حيث طبقًا لآخر إحصائية في أكتوبر 2016، فإن نسبة الفقر المدقع في مصر بلغت 5.3% من السكان، بينما بلغ عدد الفقراء في مصر 27.8% في 2015.

 

أستاذ اجتماع سياسي: مؤشرات أخرى تحدد مدى سعادة الشعوب غير الحالة الاقتصادية والأمن

تقرير الأمم المتحدة يعتمد على 6 مؤشرات، بحسب الدكتور سعيد صادق، أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، من بينها الحرية وسخاء الدولة مع مواطنيها والدعم الاجتماعي وغياب الفساد، موضحًا أن الوضع في ليبيا في بعض هذه المؤشرات قد يكون أفضل من مصر، خاصة في الجانب الاقتصادي.

وأضاف صادق، في تصريحات لـ”الوطن”، أن القبلية أيضًا تلعب دورًا كبيرًا في ترتيب الدول وفقًا للسعادة، وبالنظر إلى ليبيا فإن القبائل وتماسكها هناك منعت من تفجر أزمة لاجئين على غرار ما حدث في العراق وسوريا.

وتابع أستاذ الاجتماع السياسي قائلا إنه بالنسبة للصومال فبخلاف القبائل، فإن المجتمع الصومالي إذا ما قورن بدول أخرى، فإنه تنعدم فيه متطلبات الحضارة، وهو بدائي إلى حد كبير، وبالتالي يكون متطلبات الشعب فيه أقل بكثير من نظيره الذي يشاهد التلفاز ويتصفح مواقع الإنترنت ويتابع الأخبار، وهذه العوامل بالتأكيد أثرت على ترتيب الدول في القائمة.

واعتبر صادق أن تقرير الأمم المتحدة، يحفِّز الحكومات على تحسين أدائها، كما يعطي مؤشرًا إلى حد ما عن مدى التقدم على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.

m2pack.biz