إذا لم تكن مبرمجاً أو مطوراً للويب فعلى الأقل سمعت عن HTML5 مرة واحدة خلال السنوات الماضية وخاصة بعد الثغرات الخطيرة التي أصابت إضافة فلاش مما دفع بالمتصفحات للإعتماد على HTML5 كبديل آمن ويعمل على تخفيض استهلاك المعالج والطاقة والذاكرة العشوائية.
في الأسبوع الماضي قررت شركة جوجل الإعتماد على HTML5 كبديل للفلاش بشكل نهائي بعد عامين من حجب الفلاش والإعتماد على HTML5 بشكل جزئي.
لمحة تاريخية
رغم أن كلمة “لغة” غالباً ما تسبق كلمة HTML إلا أن أغلب مطوري الويب لا يعتبرونها لغة برمجة مستقلة بذاتها بل مجرد تقنية لا يمكن بناء أي موقع ويب بدونها ولا يمكن أن يكون هناك صفحة ويب لا يوجد بها كود html.
تم تطوير HTML بواسطة “تيم بيرنرز لي” وكان الهدف من هذه اللغة هو تبسيط عملية وصول العلماء في جامعات مختلفة إلى البحوث التي ينشرونها، وقد نجح المشروع بشكل لم يتصوره أحد فقد أصبحت هذه اللغة أساس شبكة الويب كما نعرفها اليوم.
رغم وجود تقنيات عديدة مثل JavaScript و CSS وAjax و JSON وغيرها يمكن استخدامها لتعريف عناصر صفحة الويب ولكن بدون HTML لا وجود لصفحة الويب فهي التي تربط مختلف العناصر بعضها البعض. تخضع HTML لمعايير عالمية يتم وضعها وتطويرها من قبل رابطة الشبكه العالمية (W3C) و مجموعة العمل التقنية لتطبيقات الويب النصية والتي تعرف إختصاراً ب WHATWG وهي كانت تعمل على إنشاء النماذج و التطبيقات في الوقت الذي تقوم فيه منظمة W3C على تطوير اللغة نفسها وذلك قبل أن تتحد المنظمتان لإنشاء نسخة جديدة من اللغة.
خلال السنوات التالية لإطلاق اللغة تم إطلاق عدة إصدارات من HTML وكان أهمها إصدار HTML4 والذي تم إطلاقه في عام 1997 وظل يستخدم لمدة خمسة عشر عاماً في مواقع الويب حيث رغم قصوره إلا أن الإصدار كان مستقراً ويحمل ميزات عديدة ولكن المشكلة في HTML4 هو وظائفه المحدودة حيث كان يعتمد على الإضافات لتشغيل بعض الوظائف ففيما يخص الفلاش كان لابد من إستخدام Adope Flash كطرف ثالث للتفاعل مع الألعاب والوسائط لتشغيلها.
مع كل هذه الإضافات كان من الصعب الحفاظ على مستويات مناسبة من الناحية المثالية فكان يجب على كل متصفح عرض كل صفحة على شبكة الإنترنت بنفس الإضافات من أجل تحقيق نفس التجربة لجميع المستخدمين وإذا لم يكن المستخدم يعتمد على هذه الإضافات فلن تكون التجربة مكتملة.
يضاف لذلك أن المواقع التي تم بناءها إعتماداً على HTML4 كانت تستهلك معالجات الأجهزة والذاكرة العشوائية بسبب الإعتماد على إضافات مثل جافا وفلاش.
لماذا HTML5؟
كما سبق وذكرنا فإن HTML4 كانت جيدة للغاية ولكن القصور الذي كان يعتري بعض وظائفها دفع مطوري HTML للبحث عن بديل أفضل ويعالج العيوب في الإصدارات السابقة وهو ما تم حيث قاموا بتطوير HTML5 بناءاً على عدة مبادئ :
- إعتماد أقل على الإضافات للحصول على الوظائف.
- عدم فرض المحتوى على المستخدم بل هو من يختار المحتوى الذي يريد.
- عدم تخزين بيانات الصفحات على المتصفح كما يحدث مع فلاش بل محو أي محتوى بمجرد إغلاق الصفحة.
- إستقبال بيانات أخف بكثير مما يستهلكه الفلاش.
بشكل مختصر يمكن تشغيل وظائف عدة في المتصفحات مثل الألعاب والوسائط دون الحاجة لأي إضافات بل فقط بالإعتماد على عنصر canvass الموجود فى html5.
كان هدف الفريق المطور لـ HTML5 هو جعل عملية كتابة الأكواد أسهل وأكثر منطقية حيث تم تجاهل العديد من الوسوم والأكواد والتي كانت بلا فائدة ويمكن الإستغناء عنها فمميزات HTML5 يتركز أغلبها في نطاق الوسائط حيث تم إنشاء العديد من الخصائص لتمكين المستخدم من تشغيل محتوى كبير باستخدام أجهزة منخفضة الإمكانيات.
كما قلنا تم إضافة العديد من الوسوم الهامة والتي من خلالها ستتمكن المواقع والمتصفحات من الإستغناء عن فلاش وغيرها من الإضافات:
- <Header> و <Footer> ويتم إستخدامهما لتمييز كتل المحتوى من الأعلى والأسفل ويتم إستخدامهما مرة واحدة في الصفحة.
- <article> هذا الوسم يستخدم لتعريف مقال أو تعليق لزائر أو تدوينة.
- <nav> هذا الوسم لإضافة روابط التوجيه مثل القوائم للموقع داخل هذه الوسم والذي سيجعل القوائم تعمل كروابط توجيه بشكل تلقائي.
- <section> يمكن من خلال هذا الوسم حيث تقسيم الصفحة إلي أقسام مختلفة.
- <Video> و <Audio> يستخدم هذين الوسمين لتشغيل الفيديو والصوت دون الحاجة لأي ملحقات أو إضافات.
- <canvas> يعتبر هذا الوسم من أهم الوسوم حيث يمكنك من الرسم والتصميم باستخدام الأكواد البرمجية.
- يستخدم هذا الوسم لتعريف أي محتوى أو تطبيق خارجي Plugin.
لماذا HTML5 مهمة ؟
كمستخدم على شبكة الإنترنت سوف تستفيد من HTML5 لأنها يعمل على إصلاح المشاكل الأكثر وضوحًا في HTML4 كما أن المواقع على شبكة الإنترنت سيكون لديها معايير أفضل في تقديم محتوى أكثر فعالية وتحسين الأداء، كما سيتم الإعتماد على HTML5 في جميع المجالات وخاصة في المتصفحات مثلما حدث مع كروم حيث ستكون الصفحات أكثر سرعة وأقل عرضة للتهديدات الأمنية كما أن عمر البطارية سيزيد وإستهلاك المعالج والذاكرة العشوائية سينتهي تماماً، وكذلك سينتهي عصر الخوف من الإضافات التي كانت سبباً في تهديدات أمنية كارثية خلال السنوات السابقة.