مانسا موسى ( الأسود )

مانسا موسى ( الأسود )

أو السلطان موسى . من أهم ملوك مالي المسلمين في غرب أفريقيا في القرن الرابع عشر ، والذي حولها إلى مملكة واسعة النفوذ والثراء والمهابة . فكانت مدينة ” تيمبوكتو ” أهم المراكز الثقافية والتجارية في غرب أفريقيا . لا يعرف الكثير عن حياته قبل أن يتسلم العرش بعد موت والده أبو بكر الثاني عام 1312 . عرف باسم ” موسى الأسود ” وأطلق المؤرخون على عهده ( العصر الذهبي ) . جهز جيشاً قوياً لتوسيع مملكته التي امتدت عبر غرب السودان إلى دلتا النيجر وما حولها فسيطر على طرق التجارة بين ( تيمبوكتو ) وجاو شرقاً ومن مناجم الملح شمالاً إلى مناجم الذهب جنوباً .

عرفت مملكة ” مانسا موسى ” بالمكتبات الضخمة والمدارس الجامعية والمساجد العريقة التي اتخذت أسلوب بنائها من الشرق الإسلامي ممزوجاً بالحضارة المحلية الأفريقية فجاءت نموذجاً رائعاً للعمارة الإسلامية الفريدة . اقتصاد البلاد اعتمد على الزراعة وعلى التجارة بمقايضة الملح والبضائع من الشمال الأفريقي بالذهب والفضة والعاج . انتشر سفراؤه في مصر وأفريقيا . قام برحلته الأسطورية إلى الحج عام 1324 والتي تركت آثارها الاقتصادية طويلاً .

حكيت روايات عنها فيها الكثير من المبالغات ، فقيل : إنه أخذ معه 500 عبد يحمل كل واحد منهم عصا من الذهب الخالص و 80 جملاً تحمل صناديق الذهب التي وزعت زكاة على البلاد الإسلامية التي مر بها في طريقه خاصة مصر ، فطارت سمعته إلى أوروبا عام 1336 . اصطحب معه في طريق العودة فقهاء ومعماريين لتطوير مفهوم الإسلام في مملكته ، الذي كان متأثراً بالعادات والتقاليد المحلية . اقتصر التطوير على المدن وظل باقي الأهالي يتبعون ديانة شعوب الماندينكا الوثنية السائدة التي تسامح معها ، كتب ابن بطوطة عن ( الأمان ) الذي رآه في بلاد مالي بينما كتب المؤرخ المغربي ” الزياتي ” عن سكانها بأنهم ( أكثر الناس حضارة وتمدناً وذكاء ومهابة ) بين شعوب غرب أفريقيا .

قال عنه المؤرخ ” العمري ” الذي زار القاهرة بعد رحلة حج مانسا موسى ، إنه ( الأقوى والأغنى والأكثر نفوذاً وخشية من قبل أعدائه ، وأكثر الحكام براً وخيراً ) ، توفي مانسا موسى عام 1337 .

 

 

m2pack.biz