مجال الأعمال الدولي 1من اصل2

مجال الأعمال الدولي 1من اصل2

مجال الأعمال الدولي 1من اصل2

وجد درگر في استكشافه مجال العمل الدولي أن في كل قطر عوائق ثقافية تمنع تحقيق منشآت أعمال حرة ذات
استقلالية ومنهجية في الإدارة ترتكز على الأنظمة، ففي بريطانيا على سبيل المثال كان الهاوي ” الذي
يخبط   خبط عشواء” موضع تقدير، أما المدير المقتدر المحنك بأمور الدنيا فكان ينظر إليه باحتقار مثير للشفقة.
وفي ألمانيا كان التكهن بنموذج الإدارة في شركة كبيرة يبني على أساس امتياز وراثي، وفي كثير من الحالات
كان مدير الشركة العضو في مجلس الإدارة (إذ لم تكن كلمة مدير تعبير اً معتمد اً) يؤدي في الواقع وظيفة الإدارة
العليا ولكنه يعتبر أجيراً، وكان كل واحد يعرف أن السلطة الحقيقية تستمد من الحق الذي يعطى للولد البكر
وامتلاك الجينات والصبغيات المناسبة. وفي فرنسا كان الخاتم الذي يوشح به جواز المرور عبر بوابات نخبة
الإدارة يعتمد على التخرج حصراً من الكليات العظمى، وهذا الإستحقاق الخاص بالأخيار الخبراء الفنيين
ينطوي في ذاته على هدفه الأكثر أهمية وهو مقاومة التغيير وتخفيف العقلية التجارية من أجل استدامة القوة
الاقتصادية الأوليغاركية «للمائتي عائلة» المحترمة. وفي إيطاليا كانت قوة الإدارة تساوي السلطة الأبوية
والشبكة الداخلية للاتصالات السياسية. وفي اليابان حصرت الرقابة على الإدارة في تكثل تسيطر عليه أسرة
زيباتسو   zaibatsu   وترعاه الحكومة ويتألف من ست شركات قابضة تجارية وصناعية     تتحكم بالإنتاج
والأسعار والتسويق .
وفي الأقطار الماركسية تركزت الإدارة بوظيفة واحدة رئيسة هي تنفيذ الأهداف الإنتاجية التي
تفرضها الحكومة. كان مفهوم النظر إلى الإدارة كنشاط فريد ينطوي على اصطناع تركيبة
لعدة وظائف معارفية ضرباً من التجريد الذي لا يخطر على بال، إذ يمكن بعد تأميم الإنتاج أن
يمارس وظيفة الإدارة طباخ أو خياط على رأي الطاغية البلشفي فلاديمير لينين Vladimir
Linin .

m2pack.biz