محاولات حفر قناة السويس

محاولات حفر قناة السويس

محاولات حفر قناة السويس

سجل التاريخ أن مصر كانت أول بلد حفر قناة عبر أراضيها بهدف تنشيط التجارة العالمية تعتبر قناة السويس أقصر الطرق بين الشرق والغرب ، ونظرا لموقعها الجغرافي الفريد فهي قناة ملاحية دولية هامة حيث إنها تربط بين البحر الأبيض المتوسط عند بور سعيد والبحر الاحمر عند السويس تعود فكرة ربط البحر المتوسط مع البحر الأحمر عن طريق قناة إلى 40 قرنا مضت كما تشير إلى ذلك الدراسات التاريخية بدءا من عصر الفراعنة ومرورا بالعصر الإسلامي وحتى تم حفرها للوصول لحالتها الراهنة اليوم.
تعتبر هذه القناة أول قناة اصطناعية تستخدم في السفر والتجارة وتعود الفكرة الأساسية فى إنشاء قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط الى قديم الزمن حيث حفرت مصر أول قناة اصطناعية على سطح الكوكب عندما حفر الفراعنة قناة تربط بين نهر النيل والبحر الأحمر.
ويظهر النقش الموجود في قبر رجل الدولة وينى الذي عاش خلال الأسرة السادسة من المملكة القديمة (2407-2260 ق م) الكثير عن القناة المصرية وأسباب إنشائها (للسفن حربية ولنقل النصب الحجرية) مازال الدارسون مختلفون حول ما إذا كانت المجاري المائية المذكورة في هذه النقوش تجري بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر أم لا.
حفرت أول قناة تحت حكم فرعون مصر سنوسرت الثالث (1887-1849 ق م) لربط البحر الأبيض المتوسط في الشمال بالبحر الاحمر في الجنوب عبر نهر النيل وفروعه ، أهملت القناة في كثير من الأحيان فامتلأت بالطمى ، وأعيد فتحها للملاحة بنجاح بواسطة سيتى الأول (1310 ق م)، ثم نخاو الثاني (610 ق م) ، والملك الفارسي داريوس (522 ق م) ، و بطليموس الثاني (285 ق م) ، والإمبراطور تراجان (117 م) ، وعمرو بن العاص (640 م) بعد الفتح الإسلامى.
تحت حكم نخاو الثاني تم بناء قناة بين الفرع البيلوزي لنهر النيل و النهاية الشمالية للبحيرات المرة (التي تقع بين البحرين) وقد مات على ما ذكر 100,000 شخص في حفر هذه القناة ولكن على مدى سنوات عديدة أهملت صيانتها ثم أعيد إنشاؤها من جديد.
وكان نخاو أول من قام بمحاولة حفر قناة الى بحر اروتري (خليج السويس والبحر الأحمر حاليا وكان يمتد ليصل قرب مدينة الإسماعيلية الحالية) والتي أتمها فيما بعد داريوس الفارسي بلغ طول هذه القناة أن استغرقت السفن أربعة أيام لعبورها ، وكان إتساعها يسمح لسفينتين تتحركان بالمجاديف بالمرور بجوار بعضهما وقام بجلب المياه للقناة من نهر النيل.
جرت هذه القناة إلى الشمال قليلا من مدينة بوبست (تل بسطا حالياً) حتى مدينة باتيموس (تل المسخوطة حالياً) لتنتهي في بحر اروتري ، وكانت بداية الحفر على طول هذه الأجزاء من السهول المصرية التي تقع في مقابل بلاد العرب (الصحراء الشرقية حاليا ) و بمحاذاة سلاسل الجبال التي تمتد مقابل منف حيث توجد المحاجر على طول قاعدة هذه السلاسل الجبلية نجد القناة تجري من الغرب إلى الشرق .
وتسير في منحدرات متجهة من الجبل نحو الجنوب ونحو مهب الريح الجنوبية حتى تبلغ الخليج العربي (خليج السويس) من هذا المكان نجد أن الرحلة تأخذ أقل وأقصر مسافة من البحر الشمالي (البحر الأبيض) إلى البحر الجنوبي (البحر الأحمر) والذي يطلق عليه بحر اروتري لتصل إلى جبل كاسيوس (كثيب القلس عند بحيرة البردويل) التي هي الحد الفاصل بين مصر وسوريا ، المسافة بالضبط هى ألف استاد (الاستاد وحدة قياس قديمة تساوي حوالي 200 متر) إلى الخليج العربي (خليج السويس) ولكن القناة أطول بكثير لأنها أكثر تعرجاً وفى عهد نيخوس هلك ما يقرب من مائة وعشرين ألف عامل اثناء الحفر، وقد توقف نيخوس فى وسط أعمال الحفر، لأن نبوءة عاقتة بقولها أنه يعمل لحساب البربر (المصريون يسمون كل من لا يتكلم لغتهم بربر).
أعيد حفر القناة ، بعد أن كانت مهملة ، وذلك تحت حكم الحاكم الفارسي داريوس الأول (522-486 ق م) حيث يمكن رؤيتها الآن على طول وادي الطميلات ووفقا لهيرودوت ، كانت هذه القناة واسعة بما فيه الكفاية لتمر سفينة بأخري ومجاديف السفينتين مفرودة ، وتستغرق الرحلة في القناة أربعة أيام، وقد أخلد داريوس ذكرى الانتهاء من القناة بوضع سلسلة من الشواهد الجرانيتية على طول ضفة النيل.

m2pack.biz