مروة السنوسي

هدية صاحب السمو

1من اصل2

فقره1
فقره1

، تصوير: فوزي مصرللي

 

فلنتوقف للحظات.. نسترجع فيها ما كان عليه الزمن.. زمن الأمراء، الباشوات والبكوات.. من داخل قصر الأمير محمد علي.. وهو يعود إلى سيرته الأولى.. كجوهرة تتلألأ على شاطئ النيل.. تحكي عن حقبة من تاريخ مصر العامر بالجمال والبهاء.

“الربط بين الداخل والخارج في مستويات مختلفة كون امتدادًا طبيعيًا للمنزل دون الإخلال بكون كلتا المساحتين كيانًا مستقلًا بذاته”

غرفة النوم الرئيسية بتصميم يجمع بين الوقار في كلاسيكية الأثاث وحيوية اللون الأحمر.

“جاء بناء القصر فريدًا في وقته مخالفًا للنظام المعماري للقصور الذي كان ينتمي معظمه لعصر الباروك”

المذهب رمزًا للفخامة، فليس عجيبًا بأن تغطي سراي العرش بكل تفاصيلها بقشرة الذهب

«التحية يا سمو الأمير» طالما دوت تلك العبارة على مدى أكثر من مائة وعشرين عامًا، داخل هذا الصرح الذي ظل شامخًا، بواجهة تنطق بالهيبة، وبما يدور في دهاليزه من حكايات وأسرار. «قصر الأمير محمد علي توفيق»، نجل الأمير الخديو توفيق، الذي كان وصيًا على العرش بعد وفاة عمه الملك فؤاد حتى أنجب الملك فاروق الأمير أحمد فؤاد، أو «قصر المنْيَل» كما اشتهر، المسكون بروح صاحبه وكأنه ما زال يتجول في أركان ذلك البهي المنفرد بمزيج من الطرز التي أطلق عليها البعض «الروكوكوأورينتال»، فكان بناؤه فريدًا في وقته حيث بني على طراز العمارة الشرقية بالرغم من أن النظام المعماري للقصور وقتها كان ينتمي معظمه لعصر الباروك والفنون الإيطالية، فتح أبوابه مؤخرًا بعد عشرة أعوام خضع خلالها لعمليات الترميم التي أزاحت عنه غبار الإهمال، ليضوي من جديد كشاهد على فن العمارة وعراقة أسرة وثقافة أمير كان عاشقًا للجمال بكل أطيافه، ومهندسًا ورسامًا، كما توضح «إلهام صلاح الدين» رئيس قطاع المتاحف، مؤكدة حبه للفنون الإسلامية، والدليل هو وضعه لتصميم سرايات القصر، الذي يعده الأثريون نموذجًا لتلاقي الحضارات، وتوصيته بإهدائه للدولة ليصبح بمثابة متحف لجمعه بين مختلف صنوف فنون العمارة في العالم، فبني على طراز إسلامي حديث مقتبس من المدارس الإسلامية الفاطمية المملوكية.

m2pack.biz