«مزامير المدينة» للعراقي علي لفته سعيد

«مزامير المدينة» للعراقي علي لفته سعيد

«مزامير المدينة» للعراقي علي لفته سعيد

بغداد «القدس العربي» صدرت حديثا عن دار الفؤاد في القاهرة الرواية السادسة للروائي العراقي علي لفته سعيد حملت عنوان «مزامير المدينة» وتقع بنحو 272 صفحة من القطع المتوسط.. تلاحق الرواية الواقع العراقي ما بعد عام 2003 وما حصل فيه من متغيرات، سواء على البنية الثقافية أو الاجتماعية.. خاصة أنها تعد الجزء الثاني لرواية صدرت لسعيد وتحمل عنوان «الصورة الثالثة» التي ناقشت الواقع العراقي قبل هذا التاريخ، من خلال استخدام خطاب المخاطب والمتكلم معا، حين يظهر المخاطب (محسن) هو ذاته الراوي المتكلم في انتهاج حالة التوصيف للازدواجية التي يعاني منها، سواء الفرد العراقي أو المثقف على وجه الخصوص لأن بطل الرواية كاتب قصة تحول من مشغل مولدة كهربائية في الجزء الأول، ليكتب مذكراته إلى حفار قبور في «مزامير المدينة» وما يراقبه ويشاهده من عمليات دفن العراقيين في مقبرة المدينة المقدسة.
في الرواية ثمة قاص وهو المعادل الموضوعي ما بين السلطة والقاع يراقب بعين الوعي لتكون المهمة متوجة بالانتقالات العديدة مع بين المقبرة وما يأتيها ما يحصل فيها.. وما يحصل في المدينة من صراعات خفية، سواء على مستوى الساكنين أو العلاقات الأسرية التي امتلكت الأطيان وامتهنت لعبة رجال الدين، مثلما تناقش التحول الدراماتيكي لبعض المثقفين من اتجاه فكري إلى آخر. إنها رواية تحفل بالكثير من النقاشات تعزف المأساة مثلما يعزف الألم ونسمع الصدى أملا.
انتهجت الرواية أسلوبا كتابيا جديدا يختلف عن الجزء الأول، ليس بمعنى التجريب، بل بمعنى التجديد في المتن السردي وتداخل المعنى واللغة وتصوير المشهد الغرائبي، عبر متن متداخل مع الحوار والحوار متداخل مع الثيمة والثيمة متداخلة مع الشكل.. تحمل عناوين فصولها ومضات شعرية ترتبط بالسردية وتستلهم معناها ولا تناقشها شعريا.

m2pack.biz