مفردات إنسانية حديثة اندمجت بين صياغات طبيعية عريقة في تناغم أسطوري على هضبة أسوان الجرانيتية.

مفردات إنسانية حديثة اندمجت بين صياغات طبيعية عريقة في تناغم أسطوري على هضبة أسوان الجرانيتية
مفردات إنسانية حديثة اندمجت بين صياغات طبيعية عريقة في تناغم أسطوري على هضبة أسوان الجرانيتية

في سنوات عمره الأولى لم يكن نتاج السيمبوزيوم من الأعمال الفنية كافيا لإنشاء متحف بمثل هذا الحجم إلا أنه بعد مرور العديد من السنوات كان لابد من التفكير جديا في استكمال منظومة العرض المتحفي في المكان والتي كان قد بدأها الفنان صلاح مرعى ويستكملها اليوم الفنان أنسى أبو سيف بتنسيق القطع النحتية كمعزوفة متحفيه بديعة تتعايش فيها الصخور الطبيعية الموجودة بالمكان في سلام مع المنحوتات الحديثة، بل وتعمل جاهدة على استيعابها وتوحدها.

وقع الاختيار على المعماري أكرم المجدوب ليتمم تلك المنظومة بلمساته الفنية بعد دعوته للمشاركة في السيمبوزيوم منذ عام 2007 وعلى مدى ثلاث دورات متتالية كنحات قدم خلالها العديد من الأعمال التي تدور كلها في فلك فن الأرض ليكون هو الأجدر بتطويع ذلك الجبل ليحصل منه على ما يريد بكل ثقة وهدوء.

صعد المجدوب إلى الجبل بروح الفنان والمغامر مدركا منذ اللحظة الأولى أن المتحف المفتوح صاحب طبيعة خاصة تفرض عليه التعامل معها بحرص كما أن التصرف المعماري معه يحب أن يكون محسوبا وبعيدا عن التقليدية، فكأنما هو يريد بناء الطبيعة التي لا تخدش بكارة المكان.

لم تكن هناك خطة مسبقة للتعامل المعماري مع المتحف أو تصور لما هو قادم، إلا أن كل الأفكار تولدت من المعايشة للمكان، فكما تم بناء المتحف كانت تبنى معه الأفكار خطوة بخطوة على مدى خمس سنوات متتالية، وخلال مدة السيمبوزيوم التي لم تتجاوز خمسين يوما كل عام كان يصعد المجدوب ليرى ما الذي يمكن أن يقدمه ليستكمل به هذا المتحف حتى يكون مستعدا لاستقبال الجمهور موفرا له جميع سبل الراحة والاستمتاع بالفن حتى لا ينفصل المتجول عن المناخ الجبلي الذى يتحرك داخله فيقوم بتهيئة المكان ليحقق وظيفته بشكل يسمح بالتعامل مع المتحف في مجمله كعمل فنى متكامل.

 

m2pack.biz