مقدمة عن صرف الأراضى الزراعية فقرة 1 من 2
من المعروف أن الماء يلعب دوراً حاسماً لنمو النباتات فى تحديد مدى وجودة نموها، وتوفير الماء بقدر مناسب لاحتياج النبات دون التأثير على عملياته الحيوية أو على خصائص التربة النامى فيها عملية تعرف بالرى الكفء. ولظروف عديدة تتعلق بالتربة والماء والمناخ فإن الحاجة تظهر فى كثير من الأراضى لصرف (بزل) الماء الزائد بالتربة ومايكون به من أملاح أحيانا وذلك للمحافظة على ما يسمى بالميزان المائى الهوائى فى التربة Air- Water Balance، إذ أنه بنفس القدر الذى تحتاج فيه النباتات إلى الماء فإنها كذلك تحتاج لتوفير الأكسجين لتنفس جذورها حتى يمكنها أداء وظائفها من إمداد وتغذية للنباتات بكفاءة عالية. ويتصور البعض أن المشكلة تتعلق فقط بالمناطق الرطبة حيث تزيد كميات المياه الساقطة عن التى يحتاجها النبات فعلا وحيث إن المناطق الجافة وشبه الجافة تقل فيها المياه المتوفرة عن التى يحتاجها النبات فيقولون بعدم أهمية الصرف (البزل) لهذه الأراضى. ولكن الخبرة أكدت أهمية وضرورة إجراء الصرف لكل الأراضى المروية، ففى بعض الوديان فإن المناطق المرتفعة قد لا تحتاج لصرف نهائيا ولكن الاحتياج يكون شديداً لصرف المناطق المنخفضة والتى تتعرض لتسرب المياه إليها باطنيا من المناطق المرتفعة المجاورة. وتقدر مساحات الأراضى التى تحتاج إلى صرف بالمناطق الجافة بحوالى 20-30% من الأراضى المروية. كما أن عمليات إستصلاح الأراضى الملحية والقلوية تتضمن عملية تخفيض مستوى الماء الأراضى القريب من السطح بالصرف المحكم لهذا المصدر للتمليح.
ولعل من أهم الاسباب المؤيدة لضرورة بزل الأراضى المروية هو نقص كفاءة عمليات نقل وتوزيع وإعطاء المياه أثناء الرى مما يترتب عنه الفواقد الكثيرة فى ماء الرى.