مقدمة فقرة 1 من اصل 4
ما سبب أهمية هذا الكتاب؟
إن المجلدات التي تتناول العقل والمخ تغطي أرفف أكشاك المطارات والمكتبات من مدينة فينكس إلى مدينة فيلادلفيا ويمكن تقسيم الكتب المتوافرة عن المخ إلى فئتين: تقارير أبحاث وتطبيقات عملية. تنتمي نصوص علم الأعصاب إلى الفئة الأولى بينما تنتمي الكتب الإرشادية (مثل كيف تعزز ذاكرتك؟ كيف تعزز إبداعك؟ )
إلى الفئة الثانية.
وهذا الكتاب هو نتاج تداخل واضح بين هاتين الفئتين. إن كتب الأبحاث عمومًا ترفض أن تجزم بقابلية نتائجها للتطبيق اليومي – وبالفعل هذا ليس الغرض منها كما تتجنب الكتب العملية عادةً الصلة الواضحة بين النصيحة وأساسها البحثي. أما هذا الكتاب فالغرض منه هو جمع هذين النوعين من الكتب معًا ليصبحا فئة واحدة بأن يقول: «إليكم ما نعرفه عن تخزين الذكريات بالمخ وإليكم الطريقة التي يمكن أن تساعدنا بها تلك المعرفة على تحسين تذكرنا للمعلومات». عندما حضرت المؤتمر الذى أقامه إيريك جينسن عن المخ بمدينة سان دييجو كان قد صنف الخطباء إلى ثلاث فئات: باحثين وممارسين ومفسرين؛ وأنا أرى أنني أنتمي إلى الفئة الأخيرة – مفسر شخص يتابع الأبحاث ويفسر قدر ما يحتاج إليه الممارسون.
لماذا أعتبر نفسي هكذا!؟ لست أكاديميًّا عليه إما أن يصدر كتبًا أو يفنى ولا مؤلفًا موهوبًا بالفطرة يمتلك دافعًا لا يُقاوم لأن يبدأ التأليف (أو بتعبير أكثر ملاءمة أن يبدأ النقر على لوحة المفاتيح).
إذن لماذا ألفت هذا الكتاب؟ ثمة قصة ستفسر هذا.