مكتب الناظر2من اصل5
ياريت نلاقي اللي يحاسبنا علي كل تصرف صغير عشان نتعظ. . وأنا لو فكرت أحاسب حد كل هحاسب كل سكان الكوكب ده. . كلكم متحملين الغلط. . إنتوا السبب الرئيسي في ده. . قولي يا سيادة المدير. . إنت تعرف أي حاجة عن أي طالب من اللي خرجوا من المدرسة من دقايق؟ عارف أسامي اللي نطوا من فوق سور المدرسة؟ متهيألي إنك ما تعرفش، لأن واضح إن أجواء المكتب هنا مش مساعداك تعرف.
– يعني أسيب المكتب بقي وشُغلي وأطلع أقف بَرَّه علي سور المدرسة؟
– مش لازم تقف علي سور المدرسة، ممكن تخلي لك عيون في كل مكان، عيون بتخاف ربنا ومدركة السئولية، إنت مسئول عن جيل كامل، جيل مفروض يخرج للعالم علي قدر كافي من العلم والخبرة اللي هتأهله للمرحلة اللي جاية، قبل ما تعاقب التلاميذ شوف حل، قبل ما تلوم اسمع سبب الغلط. . الصوت العالي عمره ما كان حل لمشكلة أو تصرف عمله طفل. . وأنا مش قصدي خالص أدّي لحضرتك محاضرة، أنا بس نفسي تاخد كلامي في عين الاعتبار.
كثير منا لا يتقبل النصائح ولا يحب سماع هذه الصيغة من الكلام كثيرًا ولكن هذه المرة كان الوضع يختلف بعض الشيء. . من المعتاد أن ينفجر المُدير من الغضب ويرد علي «ميلانوفيا» ردًّا شديد القسوة والحِدة ولكن المُدير لم يفعل ذلك. . بل طلب من محمد أن يذهب إلي فصله وجلس مع «ميلانوفيا» لكي يتناقش معه وأعجب المُدير كثيرًا بكلام «ميلانوفيا» وظل يستمع له وأيضًا بدأ يدوِّن الملحوظات في عقله حتي يعمل بها في المدرسة قدر ما استطاع. . شعور رائع أن تستقبل النصيحة وتعمل بها. . وهذا مافعله المُدير. . ثم وعد المُدير «ميلانوفيا» أنه سيعمل جاهدًا علي حل هذه المشاكل ويستجمع بالمدرسين في أقرب وقت وطرح المشاكل وإيجاد حلول سريعة للممكن منها.
قام «ميلانوفيا» ليشكر المدير وقام بتوديعه. . وطلب «ميلانوفيا» من المدير أن يسمح له بإلقاء نظرة علي المدرسة. .