3من اصل3
فالمنزل تمامًا كأعمال أورال الفنية التي ينبع جمالها الحقيقي من بساطتها وإشراقتها التي تجذب كل من يراها وتأخذه إلى عالمها وتجعله يفكر ويذهب بعيدًا بخياله. وتعتبر المرايا من أكثر العناصر جذبًا وتأثيرًا في المكان، فقد اهتم أورال جدًا بما يطلق عليه “تأثير المرآة” والذي يوضحه
رغم عدم استخدام أورال حاليًا للمكان مقرًا لإقامته إلا أنه يقوم فيه بإنتاج أعماله واستخدامه كصالة عرض مفتوحة فريدة من نوعها.
بأنه من أهم الأشياء في المكان لأنه لا وجود لأي عمل فني بدون مشاهد وعندما يأتي المشاهد لينظر في المرآة يرى في العمل انعكاس نفسه وروحه هو. والمرآة هنا ليست بالضرورة مرآة بشكلها الاعتيادي، بل هي أعمال سطحها لامع وعاكس يعتبرها المصمم دعوة وفرصة لاكتشاف الذات من خلال النظر إليها، “كل شخص سوف يرى انعكاس مرآته الخاصة في وسط كل تأثرنا بوسائل التكنولوجيا الحديثة من حولنا”، هكذا يلخص أورال فلسفته التي تعتمد على استفزاز المتلقي لإبداعه ليحلق بعيدًا داخل نفسه أو خارج المكان دون أن يغادره. لذلك جاءت كل تفاصيل تصميم المكان لتخدم هذا المفهوم فيشعر كل من يدخل المكان بأنه طفل جاء لاكتشاف ما بين الطبقات المتعددة للخامات وماذا تخفي الأشياء في هذا العالم السحري. كل عمل من أعمال أورال وكذلك كل ركن من أركان الأتيليه الخاص به يحكي قصة، فالبلاطات الأصلية الملونة، والنوافذ الضخمة المؤطرة، وأرضيات التراس، والأبواب، والجدران السميكة، هي ما صنعت تفرد هذا المنزل خاصة عندما يختلط كل ذلك بأعمال أورال الفنية وقطع الأثاث التي قام بتصميم معظمها بنفسه بالإضافة إلى بعض القطع القديمة. فيغرق المكان في حالة من الانسجام والسكينة والإشراق التي جعلت منه ملجأ يستطيع فيه إنتاج أفضل أعماله بين جدرانه التي تبدو وكأنها تحتضن وتعتز بكل عمل وتحث صاحبهم على إنتاج المزيد.