منشأة الأعمال ذات الاستقلال الذاتي1من اصل2

منشأة الأعمال ذات الاستقلال الذاتي1من اصل2

منشأة الأعمال ذات الاستقلال الذاتي1من اصل2

لم يكن درَكَر أول من ع رَّف الهيمنة الاقتصادية وتشعبات   قوة الشركة الكبيرة ، إلا أن من المثير للجدل أ ن
يكون أول من سبر أغوا ر الصفات غي ر   الا قتصادية الداخلة في جوهرها وتفقد كيفية ارتباطها بالمجتمع
الأكب ر منها و مساهمتها فيه، وذل ك في مجال اعتبارها المؤسسة التي تحتل مركز الوسط من الصناعة
الحديثة.   الشرك ة الكبيرة الحديثة في نظر درَكَر ظاهرة مؤسسية فريدة تختلف عن أيَّة منظمة اجتماعية أو
سياسية من الماض ي، ومن علا مات هذا التفرد أنها كانت طو ل السنوات الأربعما ئة الماضية أول مؤسسة
مستقلة ذاتياً تظهر ب شكل قوي يكفي لإضعاف   السيادة المطلقة للدولة القومية.
 انعكس استقلال الشركة عن رقابة الحكومة المركزية الكاملة في دورها الجوهري في تخصيص الموارد
الاقتصادية باعتبارها مصدراً مهيمناً للتشغيل وجده درَكَر على وجه الخصوص مذهلاً   في هذا النمو الحديث
للقوة الاقتصادية الخاصة هو أن عدداً قليلاً من الناس يقرّون بأن الشركة الحديثة هي أكثر الابتكارات
المؤسساتية أهمية في الأزمنة الحديثة وأن المذهل بنفس الدرجة هو أن أحداً في نهاية المطاف لم يعتبر أن تفقد
عناصرها التى تتكون منها موضوعاً محترماً للبحث العلمي .
كانت الشركة العملاقة الحديثة فيما يراه درَكَر أكثر من حدث تاريخي سريع الزوال، بل هي رمز مؤسساتي
رئيس لنظام اجتماعي جديد، وأضاف أن للشركة أهمية بالغة في بقاء المجتمع المعاصر، وأنها لو لم تكن
موجودة على الشكل الراهن لتبَدَّت على هيئة أخرى. التعقيدات التكنولوجية وحاجات التوزيع المعقدة في
الاقتصاد المتطور تتطلب نوعاً من سلطة تنظيمية مستقلة منفصلة عن التدخل البيروقراطي ورقابة الدولة
الاعتباطية .
كانت حاجة الشركة لبُنية تتميز باستقلال ذاتي وتتمتع بقوة كافية ومعرفة مناسبة للقيام بواجباتها
أمراً مقضي اً، ولم يكن هذا يعني أن تعمل كآلة تؤدي عملها بصورة تلقا ئية،

m2pack.biz