من هو الشريك المستهتر ؟ ثنائية الثواب والعقاب
مثلما أوردنا سابقًا أن الشريك المستهتر أشبه بالطفل الصغير الذي لا يود تحمل مسئولية شيء ولا يرغب في أخذ قرار ولا تخطيط لمستقبل علاقة ولا أي شيء، ولذلك كما تكون تربية الأطفال تكون العلاقة بهذا الشكل مع الشريك المستهتر، فبهذا يجب على الأشخاص الذين في علاقة مع شريك مستهتر أن يكونوا واعين لمتى يمكنهم مكافأة هذا الشخص ومتى يمكنهم إنزال بعض العقاب عليه، ويكون الهدف من هذه الإجراءات هو تدريب هذا الشخص على تحمل المسئولية واتخاذ القرارات والقيام بواجباته كشريك في علاقة، وتمرينه على الجدية والالتزام.
لذلك ينبغي على الأشخاص الذين في علاقة أن يبدؤوا بممارسة هذه الطريقة مباشرة ولو بشكلٍ بسيط، كوعد مثلاً لهذا الشريك المستهتر بالإتيان بهدية يحبها له إن قام بفعلٍ معين، أو معاقبته بالخصام لفترة وجيزة إن لم يكترث لأمرٍ معين هام في العلاقة، يجب أن يتعلم هذا الشريك أن الحياة لا تجري بعشوائية أو بفوضوية مثلما يعيش هو وأن علينا بعض الواجبات التي يجب أن نؤديها خاصة تجاه شريكنا في العلاقة، فإن لم يتفهم هذا جيدًا فإن الحياة معه تصبح جحيمية، ولن تنجح علاقة تمشي على قدم واحدة بأي شكل، ولو قاومت وسارت فإنها لن تستمر ولابد أن تنتهي هذه العلاقة إن آجلاً أو عاجلاً بسبب أنها علاقة من طرف واحد، طرف يتحمل كل المسئوليات وطرف لا يلقي بالاً لأي شيء ولا يتحمل أي شيء ويرفض أداء الالتزامات التي عليه، وبالتالي إن تحمل الطرف المتحمل للمسئوليات فترة فإنه سينفجر وسيترك العلاقة وسيمضي قدمًا ملقيًا هذه العلاقة السخيفة وراء ظهره ولن تنجح توسلات هذا الشريك المستهتر بأي شكل في استعادته مرة أخرى مهما قدم من وعود بتحمله للمسئولية أو بالتزام الجدية وأداء الواجبات، لأن الطرف الآخر يعلم جيدًا أن استهتاره الذي فشل في انتزاعه في السابق لن ينجح في انتزاعه الآن، وستعود الأمور كما كانت عليها في السابق، وبشكل أكثر حدة، وأشد وطأة.
لذلك، يجب ضبط الأمور منذ البداية وإجراء المحاولات من أجل تقليل الاستهتار عن هذا الشخص وتمرينه على تحمل المسئوليات ولو تدريجيًا، حتى لا تسوء الأمور فيما بعد، وتصل لمرحلة لا يمكن فيها استدراك الأخطاء أو معالجتها.