مهارة الاختصار في الكلام تجعلك مسموعًا بشكل أكبر

مهارة الاختصار في الكلام تجعلك مسموعًا بشكل أكبر

مهارة الاختصار في الكلام تجعلك مسموعًا بشكل أكبر

يتسم العالم المعاصر اليوم، بتقدم سريع ومدهش في مجالات التكنولوجيا والاتصالات، إلى الحد الذي أصبحنا نصف فيه هذا العصر بأنه عصر المعلوماتية والإنترنت. ومن ثمّ أصبحت المعلومات متوفرة أمامنا بشكل هائل قد نعجز في كثير من الأحيان عن متابعتها، وكذلك فإنها تتدفق وتتحرك بشكل سريع للغاية، فمن منا لديه القدرة الفائقة على ملاحقة هذه السرعة والوفرة الهائلة؟ انظر على سبيل المثال، إلى تعاملات الناس اليومية مع الإنترنت وهواتفهم الجوالة، لتؤكد لك التقارير والإحصاءات أن الأفراد يراجعون هواتفهم بما يقارب 150 مرة في اليوم الواحد. وهذا يتطلب أن يتوقف الموظف التقليدي عن ممارسة ما يقوم به كل ثمانية دقائق لكي يراجع هاتفه. وانظر أيضًا إلى من يعمل في مجال السوشيال ميديا والبرمجيات، لتجده يستقبل مئات من الرسائل بشكل أسبوعي.
هل نمتلك إذن، القدرة الذهنية والملكات العقلية اللازمة لملاحقة ومتابعة هذا التدفق المتضخم والسريع للمعلومات أمامنا في كل دقيقة وفي كل ثانية من حياتنا؟ إن إجابة هذا السؤال واضحة تمامًا، ذلك لأننا سوف نغرق ونضل الطريق وسط هذه الأمواج العاتية من المعلومات. فليس من السهل أن نعطي انتباهنا وتركيزنا الكاملين لهذا الكم من المعلومات دون أن نتشتت سريعًا. لذلك أصبح لعنصر الوقت أهمية كبرى في عصر المعلومات، لأن من لا يتخذ في اعتباره الاختصار في الكلام والإيجاز والتحديد السريع للهدف المطلوب، سوف يتخطاه الآخرين دون اهتمام أو انتباه لما يقول.
لقد أصبح كل شئ في عالمنا يحدث ويتم بسرعة كبيرة، ففي مجال الإعلانات على سبيل المثال، سنجد أن الإعلان التليفزيوني أصبح يتسم بالسرعة و الاختصار في الكلام وربما دون كلام مطلقًا، لذلك علينا نحن المشاهدين أن ننتبه لمحتوى الإعلان ونفهمه رغم سرعته. وهو ما تؤكده بعض التقارير حيث وجدت أن السنوات الخمس الأخيرة قد تحول زمن جذب الانتباه من 12 ثانية إلى 8 ثوان. ومن ثمّ فإنه يتوجب علينا أن نصارع من أجل الوصول إلى المعلومات المطلوبة بشكل محدد والتي نريدها هي فقط دون غيرها.
كيف نستطيع إذن أن تصل بسرعة إلى هدفنا مع الاختصار في الكلام ، لكي تشد انتباه الآخرين ويعطونك التركيز اللازم دون تشتت ومن ثمّ تصبح مسموعًا بشكل أكبر؟ لكي تفعل ذلك وتحقق غايتك المنشودة، فإنه يتعين عليك القيام بأمرين. أولاً: أن تقوم بصياغة وطرح عناوين جذابة تشد المستمعين نحوها وتجعلهم في حالة انتظار وتشوق لسماع المحتوى والمضمون الكامن خلف تلك العناوين. ثانياً: عليك أن تقوم بعرض وتقديم النتائج أو التوقعات أو الأهداف التي تريدها، بشكل سريع ومباشر أمام المستمعين، ومن ثمّ لا تقدم سيل من المعلومات بشكل بطئ والتي لن تفيد كثيراً بل ربما ستضلل المستمعين عن النتائج والأهداف النهائية التي تريد الوصول إليها. إن المديرين التنفيذيين، على سبيل المثال، لن يكون أمامهم فرصة لتذكر كم كبير من المعلومات التي تعرض أمامهم، لذلك ينبغي عليك الاختصار في الكلام والتركيز على الأهداف والنقاط الرئيسية مباشرة، عندما تريد محادثتهم، وإلا لن يتذكروا ما ستقوله.
نستطيع أن نقرر في النهاية أن التحدث ببطء والعرض التفصيلي للمعلومات والموضوعات، دون أن تدخل في لُب الموضوع سريعاً وبشكل موجز؛ سوف يجعلك تفقد الكثير من المال والأشخاص وتقديرهم لك. لذلك نجد الأشخاص الأكثر فعالية ونجاحًا يسعون دائمًا نحو الوضوح والسرعة في كل شئ، ولا يتقبلون التناول الممتد والطويل للموضوعات والمعلومات.

m2pack.biz