مَن الجاني3من اصل5
– بس الناس دي يا «مريم» المفروض بتمثلكوا وانتوا اللي بتأيدوا قراراتهم وبسبب وجودكم هُمَّا بيوصلوا للمكانة اللي هُمَّا عليها دلوقتي وبالتالي واجبهم مُساعدتكم وتلب المفروض بتمثلكوا وانتوا اللي بتأيدوا قراراتهم وبسبب وجودكم هُمَّا بيوصلوا للمكانة اللي هُمَّا عليها دلوقتي وبالتالي واجبهم مُساعدتكم وتلبية طلباتكم. . دا الطبيعي والمنطقي بحُكم مكانتهم في الدولة.
-يا «صابر» إنت عِشت بره مصر كتير فهتحتاج وقت طويل عشان تتكيف وتتماشي مع الأوضاع هنا. . والناس اللي بتتكلم عليهم دول مش شايفنّا أصلاً! إحنا بالنسبة ليهم هوا بيعدي من جنبهم لا بنتشاف ولا بيصدر مننا صوت. . إحنا واللي زينا، إسمنا صفر علي الشمال أظن دي فاهم معناها ومش هتحتاج أفسرهالك دي كمان.
– آه فاهم المعني يا «مريم» بس اللوم الأكبر عليكوا. . إنتوا فين؟ هل اجتمعتوا علي قلب راجل واحد عشان تتكلموا وتعترضوا علي الأوضاع دي وتقولوا «لأ» عارفة إن كلمة «لأ» دي مُهمة جدَّا. . كونك تقدري تقولي «لأ» يبقي فعلاً بتحاولي تثبتي وجودك وتحاولي تقولي للناس والعالم إنك هنا وإنك موجودة. .
الناس اللي بتتكلمي عنها مش أحسن منكوا بس ضعفكوا قوَّاهم، وصمتكوا خلي أصواتهم عالية
وكل ده بسبب حالة الاستسلام اللي انتوا فيها. . ولنفرض إنهم مش مُهتمين بسكان الحي ومش بيقوموا برعاية أموركم أو بيسعوا لحل مشاكلكم. . ليه ساكتين؟ ليه راضيين الوضع ده؟ ليه ما بتسعوش لحياة آدمية تليق بيكم كَبشر؟! ليه مش بتتكلموا وتعترضوا. . أنا شايف إن إنتوا بسكوتكم مشاركين بجزء كبير في المهزلة اللي بتحصل دي. .
حالة من الصمت تُسيطر علي مريم وبدأت تنظر حولها وكأنها طالبة في مدرسة ويلقي عليها أحد المُدرسين مُحاضرة تعليم ويوبخها وسط زملائها وهي تداري كسوفها وتتماسك حتي لا تبكي، وكأن كلام «ميلانوفيا» نزل عليها كالأسهم وقام بإحياء شئ بها شئ من الألم والوجع. . وبعدها نظرت للفضائي وقالت:
– خلَّصت؟ المُحاضرة الإنسانية خلصت؟ إنت فاكر إننا مُجرد حيوانات وساكتين وراضيين بالوضع ده!
