ندرة الوضوح والنتائج

ندرة الوضوح والنتائج :

ندرة الوضوح والنتائج (2)

بين درگر أن الحفاوة بإنجازات تكنولوجية المعلومات أمر مهم شريطة ألا يكون ذلك على حساب الإخفاق في
فهم الاختلاف بين المعلومات والاتصالات   ، فتکاثر تكنولوجيات المعلومات الجديدة على سبيل المثال ومكننة
الاتصالات التي أنتجتها يستحق ثمن اً ، إذ لابد عند نقل المعلومات من ضياع شيء من المواجهات العارضة
وغير الرسمية التي تتم أثناء الاتصالات   . افترض درگر في شرحه للفوضى التي تخلفها طريقة تعتيم
الاتصالات بفعل البيانات به وجود نسبة عكسية بين المعلومات والبيانات : «   ومع ذلك فقد برهنت الاتصالات
على أنها وهمية مثل الحيوان الخرافي الذي له جسم فرس وذيل أسد وقرن وحيد في وسط جبهته   ، إذ ارتفع
مستوى الضجيج بسرعة كبيرة بحيث لا يكاد أحد يستطيع الاستماع إلى الثرثرة التي تقال عن الاتصالات   .
تتناقص الأشياء التي تتم الاتصالات بشأنها   ، وتتوسع بوتيرة ثابتة فجوة الاتصالات ضمن المؤسسات وبين
المجموعات المجتمعية إلى حد يهدد بأن تتحول إلى هاوية من سوء التفاهم يتعذر سدها   »   . هناك ثمن آخر ينشأ
عن الزيادة في العبء البياناتي هو إهمال الانتباه إلى النتائج   .
بين درگر أن تفجر المعلومات يتطلب دراسة جدية وتفحصاً جديد اً   لأساسيات نظرية الاتصالات   ، ذلك أن
وفرة المعلومات تحدث تغييراً في   مشكلة الاتصالات وتجعلها أكثر إلحاحاً وأصعب انقياد اً .
هناك سبب رئيس للفجوة بين إمكانية تكنولوجيا المعلومات الجديدة وأدائها هو أن الشركات تنظر إلى
التكنولوجيا من خلال مرآة تعطي منظرة خلفية   ، فقد كتب درگر معلقا ً : ”   سوف تستخدم التكنولوجيا الجديدة
من قبل معظم مستخدمي الحواسب حتى الآن من أجل زيادة سرعة القيام بما كانوا يقومون به من قبل على
الدوا م؛ ألا وهو اشخق الأرقام التقليدية . عندما كتب هذه الكلمات عام 1989 أشار إلى عدم وجود أي شيء
غير عادي في هذا التباطؤ التكنولوجي يميز المخترعات الجديدة سوى أن الأرقام في المستقبل لابد وأن تسحق
بشكل مختلف حتى تواجه التحديات الجديدة في محاسبة الأنشطة ومراقبة المخزون السلعي وأبحاث السوق
والإنتاجية التصنيعية   .
 

m2pack.biz