نصائح إلى كل من الحماة وزوجة الابن 1 – 3
يمكن القول، بأنه من المقطوع به، أنه كلما كانت كل من الحماة وزوجة ابنها، بعيدة الواحدة عن الأخرى، كلما كان ذلك أفضل لكلا الطرفين؛ فالحقيقة الواقعة تنبئ فعلاً بأنهما إذا كانتا تعيشان معاً، ندر أن تتفهم كل منهما الأخرى، والعيش معاً دون مناقشات أو نزاع.
وليس هذا الكلام منصباً، بطبيعة الحال، على جميع الحموات أو زوجات الابن، فهناك من الحموات وزوجات الابن، من تحترم كل منهما الأخرى. وقد يرجع ذلك إلى التربية الصحيحة، أو المشاركة في حب الزوج أو الابن. أليس هذا عجيباً؟!
وفي الواقع، فإن الوضع العجيب، هو أن تنأى كل من الحماة وزوجة الابن عن بعضهما بعضا، وتتصيد كل منهما الأخطار للأخرى، وليس بمستبعد على أي منهما بأن تعيش في وفاق مع الأخرى. إذا ما أرادت ذلك، وكانت أكثر تساهلاً وتسامحاً، وتغاضت عن بعض الصفات. ذلك أن هذه الصفات، هي بمثابة الشرارة الأولى التي يندلع منها ما يتلو ذلك من مناقشات، فتتسلح كل منهما تجاه الأخرى، بنوع من الحذر والارتياب، ثم ينشأ بينهما نوع من الضجر والملل، ثم تأتي أخيراً الغيرة، التي تدب في قلب كل منهما حيال الأخرى.
فكلمة الحماة بالنسبة لزوجة الابن، وكذلك كلمة زوجة الابن بالنسبة للحماة، كانت ـ وما زالت ـ ترتبط دائماً، تبعا للعرف الشائع، بكل ما هو معبر عن الغضب والسخط.