نظرة الشخص لنفسه
النفس هي كل شيء، بل هي محور المعركة التي نخوضها بين الأنانية وحب الذات، وإذا قلنا إنه ثمة شيء يُسبب لنا المتاعب أكثر من أي شيء آخر فسوف تكون النفس حاضرة وبقوة، حيث أنها أمارة بالسوء ولوامة ونصوحة في أحيان قليلة، وهي مع كل ذلك قادرة على تحويل حب الذات إلى أنانية أو العكس، فمثلًا عندما يرى الإنسان نفسه بأنها أجمل شيء في الوجود ولا مثيل لها، بل يُمكن ألا يكون مثيل لها فهذا أمر جيد، بل ويُمكننا إدراجه تجاوزًا تحت بند الثقة الشديدة بالنفس، لكن نظرة أخرى من جهة أخرى سوف تُحيل حب الذات إلى الأنانية بلا أدنى شخص.
إذا اعتقد الإنسان بأنه مُنزه عن الخطأ فهذه هي الأنانية في بدايتها، أما إذا تمنى التوفيق لنفسه فقط وانشغل بتمني الفشل والإخفاق للآخرين فهذا أمر يندرج كذلك تحت الأنانية، والتاريخ قد سجل لنا في كل زمان ومكان أن الأشخاص الأنانيين هم الذين هلكوا بسبب تفكيرهم في أنفسهم فقط وتغاضيهم تمامًا عن الناس ومصلحتهم.