هل الولايات المتحدة جاهزة للاصطدام العسكري مع روسيا في سوريا
علق إيغور موروزوف عضو مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي لوكالة “سبوتنيك” حول اتهام البيت الأبيض للسلطات السورية بأنها تحضر لهجوم كيميائي في سوريا.
إن تصريح البيت الأبيض عن أن الأسد يخطط لاستخدام الأسلحة الكيميائية لا يستند على أي دليل، لأن اللجنة الأممية المسؤولة عن تدمير الأسلحة الكيميائية في سوريا قدمت تقريرا إلى الأمم المتحدة مفاده أن كل الأسلحة الكيميائية وتقنيات تصنيعها وآلاتها سلمتها الدولة السورية إلى اللجنة الأممية، لذلك العودة إلى الموضوع ربما من أجل توجيه نظر المجتمع الدولي إلى ما يفكر به البيت الأبيض من استفزاز.
البيت الأبيض يتهم دمشق بالتحضير لهجوم كيميائي
الهجوم الكيميائي في إدلب كان من اختراع البيت الأبيض، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يعرف أنه لم يكن هناك هجوم كيميائي، ومع ذلك أخذ قرارا بمهاجمة القاعدة الجوية في سوريا، ولكن الآن ربما يأخذ قرارا أكثر جدية بالتدخل عسكريا في سوريا، وعلى الأغلب سيكون الهجوم من أكثر من جبهة، ابتداءا من الجنوب حيث تم تجهيز الوحدات العسكرية الأمريكية بما فيها الدبابات من جهة الأردن، بالإضافة إلى تجهيز الجهاديين الذين تنقذهم الوحدات الخاصة الأمريكية من الضربات الجوية وتسحبهم من الرقة وتدمر وتجهزهم من أجل الهجوم.
أنا أعتقد أن الولايات المتحدة بدأت تجهز المجتمع الدولي من أجل التأسيس للتدخل الخارجي وتنفيذ انقلاب في سوريا، لذلك لا بد من التفاعل والرد على أي تصريح للبيت الأبيض، والدفاع عن الدولة السورية، طالما هناك فكرة تقسيم الدولة السورية إلى مناطق نفوذ تتحكم بها دول مختلفة حليفة للولايات المتحدة في الناتو وفي التحالف الدولي، كل ذلك غير مسمح به، ويكفي أننا رأينا ما فعلته الولايات المتحدة في العراق وليبيا ودول أخرى حيث دمرتها إدارة بوش وأوباما، ومن المحتمل أن تبدأ إدارة ترامب من هذا السناريو.
دمشق ترفض الاتهامات الأمريكية بالتحضير لهجمات كيميائية
إدارة الرئاسة الأمريكية تكلف الإدارة العسكرية بالمسألة السورية وكل الشرق الأوسط، والعسكريون يحتاجون لحرب، وهذا يعني أنهم بحاجة لاقتصاد جديد وتقوية الخطة الجيوسياسية العسكرية، ونحن نعرف أن جون ميتيس هو من المحاربين القدماء في العراق وأفغانستان ويحضر لحرب وتدخل عسكري في سوريا، كما أن لديه حلفاء كثر بما فيه الكفاية، والبنتاغون جاهز للحرب، ولكن السؤال إلى أي حد جاهزة الولايات المتحدة للاصطدام العسكري مع روسيا في سوريا، وهل الولايات المتحدة جاهزة للحرب، ومن البديهي أن روسيا لا يمكن أن تترك قواتها ومستشاريها وقواعدها تحت ضربات الطائرات الأمريكية أو الهجوم البري، طبعا سيكون هناك رد مناسب، وللأسف أنه ستسيل الدماء بما فيها دماء العسكريين الأمريكيين.