هل تخفف «حلاوة الانتقام» من المزاج السيئ؟

هل تخفف «حلاوة الانتقام» من المزاج السيئ؟

هل تخفف «حلاوة الانتقام» من المزاج السيئ؟

يعد الانتقام غريزة عميقة لدى الكثير من الناس، وغالبًا ما يلجأ إليه المرء باعتباره وسيلة لتحقيق العدالة، وضمان عدم إيذاء الناس له مستقبلاً، ووجدت دراسات سابقة أن أسبابه تنبع من القوة أو السلطة أو الرغبة في مكانة ما.
ومؤخرًا أكدت نتائج دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة كنتاكي على أن السعي للانتقام ممن ظلمنا ينشأ من الحاجة لتحسين مزاجنا بأي وسيلة ممكنة، وعن طريق العدوانية على وجه التحديد.
ووجد الباحثون، أن العدوان يمكن أن يكون وسيلة فعالة لإصلاح الحالة المزاجية، ولكن الارتياح الذي يوفره الغضب يكون عزاء بائسًا.
وللتوصل إلى هذه النتائج طلب الباحثون من 156 طالبًا جامعيًا كتابة مقال عن موضوع شخصي من اختيارهم، ثم قاس الباحثون الحالة المزاجية قبل وبعد منح المشاركين فرصة للتعبير بشكل رمزي عن العدوان؛ إذ أن وضع دبابيس شائكة في دمية فودو من المفترض أن تمثل الشخص الذي قدم لهم ردود فعل سيئة، أثبت إصلاح مزاج الذين تعرضوا لنقد سلبي.
وأظهرت النتائج أن السبب الوحيد الذي يجعل الانتقام يُرضي كبرياءنا هو تخفيفه حالتنا المزاجية السيئة، بحسب «huffpostarabi».
يشار إلى أن دراسة سابقة أُجريت عام 2002 كانت قد توصلت إلى أن فكرة الانتقام تؤدي إلى زيادة تدفق الدم في منطقة محددة بالدماغ، وهذا يعني المزيد من استهلاك الأكسجين، ويُظهر تفعيل النواة الخططية بالدماغ نوعًا من الارتياح المتوقع لمعاقبة هؤلاء الذين ينتهكون الأعراف الاجتماعية، وكلما زاد التنشيط زاد استعداد الناس للمضي قدمًا في العقاب.
وفي الوقت نفسه، هناك منطقة أخرى في الدماغ معروفة باسم قشرة الفص الجبهي، يتم تنشيطها عندما نحتاج إلى التفكير مليًا في الرضا المستمد من العقاب.
قد يظل التفكير في الانتقام بأذهاننا؛ لأننا نبدأ في اجترار ما يزعجنا، وعندما لا نسعى إلى الانتقام، يطاردنا هذا الحدث نفسيًا، ومع ذلك، إذا لم نسعَ للانتقام، نقتنع في النهاية بأن ذلك الحدث لم يكن كبيرًا كما تخيلنا، لذا نغفر وننسى.
فإذا كان الانتقام حلوًا على المدى القصير فإن الغفران صحي أكثر على المدى الطويل.

m2pack.biz