هل يمكن أن نزيد ذكاءنا؟

 

فقرة 3
فقرة 3

3 من أصل 3

والرأي العام في الأوساط السيكلوجية أن الذكاء موروث مثل القامة أو اللون، ولكن هذا الرأي قد تزعزع بعض الشيء وقد أصبحنا نؤمن بالوسط وأثره في زيادة الذكاء، ومعنى هذا الوسط هنا هو التربية الأبوية والمدرسة ومصادفات الحياة وعادات الطفولة التي تثبت أو تهيئ للمستقبل، ونحن هنا إزاء الذكاء كما كنا إزاء الإجرام قبل خمسين سنة، فقد كان الرأي – وقتئذ – أن المجرم مولود وأننا مهما ربيناه وأصلحناه لن يصلح، ولكن الرأي الحديث أن الإجرام يعود إلى الوسط، أو على الأقل نحو 97 أو 98 في المئة من المجرمين قد أجرموا للوسط السيئ الذي عاشوا فيه.

وليس الشأن كذلك في الذكاء، ولكن الإيمان بأن الوسط يزيد الذكاء أو ينقصه قد أصبح يجد القبول والتفكير؛ أي: لا يجد ذلك الرفض الذي كان يجده قبل عشر سنوات.

وهناك مركبات أو عقد سيكلوجية تزيد الذكاء أو تنقصه، والذي يحدث هذه المركبات هو الوسط.

فمركب النقص – مثلًا – يحرك العواطف إلى نواحٍ مختلفة من النشاط والانتباه الذهني، وقد يؤدي هذا المركب إلى الحسد أو الغيرة أو الخوف أو الريبة، ولكل هذه آثار في توجيه الذكاء وتنبهه.

ولكن إذا كان هذا المركب طاغيًا كما نرى في الزنوج في الولايات المتحدة، فإنه يحدث بلادة ذهنية، كأن هذا الناقص يقول لنفسه: ما الفائدة من الانتباه؟ إن هناك محظورات تعين لي فكري يجب ألا أتجاوزها.

وهذا هو أيضًا شأن المرأة الشرقية التي تحد التقاليد من نشاطها الذهني في المجتمع أو الثقافة مثلًا، وأحيانًا تؤدي العاهة أو الشوهة في الوجه أو الجسم إلى تفوق ذهني؛ لأنها تحث على الانتباه واليقظة.

 

m2pack.biz