هوليوود ضد المرأة!

هوليوود ضد المرأة!

هوليوود ضد المرأة!

تسببت ندرة إنتاج هوليوود لأفلام نسائية في شح عدد الممثلات المتألقات، ولكن لماذا يسيء البعض فهم الأمور؟
كريستوفر غودوين مراسل هوليوود يتحدث عن قلة الأفلام الذكية في القرن الحالي، مقارنة مع أفلام القرن الفائت، حيث برزت العديد من الممثلات المتألقات في عمر العشرين، والثلاثين مثل ريتا هيوارث وغيرها.
إن أكبر مأساة لهوليوود اليوم هي قلة أدوار الممثلات الكبيرات، وهذا ما جعل المرأة الأكبر عمراً تختفي عن الشاشة في السنوات الأخيرة.
وإذا فكرنا بالأمر من هذا المنظور، فالممثلات في عمر الأربعينيات وأكثر أصبحن حالياً محط الجذب في صندوق التذاكر، يقول مراسل من جريدة هوليوود: «إنه انتقام الممثلات فوق الأربعين»، حيث نظرت الجردة في كون ممثلات مثل ساندرا بولوك (48 عاماً)، وكاميرون دياز (40 عاماً)، وجوليا روبرتس (45 عاماً)، وجينيفر أنستون (44 عاماً)، وغوينيث بالترو (40 عاماً)، نجمات متألقات، (وفي عمر 38 فإن أنجيلينا هي الوحيدة خارج المجموعة)، وهناك أيضاً ميريل ستريب، وهيلين ميرين في عمر 64 و67.
افتقاد الشابات المتألقات
قد يبدو هذا شيئاً جيداً للكثيرين، ولكنه يخفي مشكلة حقيقية، فما ينقص الآن كان في السابق أساساً لهوليوود، ممثلات متألقات في العشرين، والثلاثين من العمر، أو باختصار الجيل الشاب.
تقول جانين باسنجر، وهي أستاذة في دراسات الأفلام في جامعة ويسليان في ولاية كونيكتيكت: «إن أكثر الأفلام نجاحاً في العصر الحديث هي أفلام التشويق، والمغامرة، والمستوحاة من كتب فكاهية، أو كوميديا ذكورية إباحية؛ لذا يصعب على الممثلات الشابات الثبات والنجاح في هوليوود».
هوليوود محكومة بالرجال
كما أن نجاح الممثلات أمر نسبي، فهوليوود لا تزال محكومة من قبل النجوم الرجال، حيث أثبتت دراسة حديثة في عام 2012 شملت أكثر من 100 فيلم أن 28% فقط من الأدوار كانت للنساء، وهي أقل نسبة منذ 5 سنوات، وخلف الكاميرا، فالوضع أسوأ بكثير، حيث تصل النساء إلى ما نسبته 16% فقط من مخرجين، وكتاب، ومنتجين لمائة الفيلم المذكورة. وأكثر هذه الحقائق إزعاجاً هو أن 4% من هذه الأفلام من إخراج نساء فقط.
قلة الأدوار النسائية
إن قلة الأدوار النسائية بارزة جداً هذا الصيف، وأفلام اليوم لا تتمحور حول امرأة شابة كنجمة، ولكن الآن مع نجاح فيلم «ذا هييت» The Heat، يعتقد الناس أن هوليوود ستبدأ بإنتاج المزيد من الأدوار النسائية، فقد حقق 100 مليون دولار منذ بدء عرضه أواخر حزيران، ولكن المراقبين الموسميين لا يخدعون.
تقول ليندا أوبست منتجة فيلم Sleepless in Seattle : «إنه أول فيلم يُعنى بالصداقة بين النساء منذ فيلم Bridesmaids، الذي كان من المفترض أن يغير العالم، ولكنه لم يفعل، فقد جعل ميليسا مكارثي نجمة فقط (وللحقيقة فقد تكون مكارثي النجمة الوحيدة البارزة بشكل صادق من هوليوود في السنوات القليلة الماضية، في مجال اعتاد صناعة النجمات وتقديمهن بشكل لعوب فإن النجاح المفرد لها أمر لا شك فيه).
البطولات النسائية صعبة البيع
من السهل لوم هوليوود على قلة الممثلات، ولكن المشكلة تكمن حقاً في مكان آخر، فالأفلام من بطولات نسائية أصعب للبيع عالمياً، حيث تشكل السوق غير الأميركية ما نسبته 70% الآن من التجارة التي تقوم بها الاستوديوهات. ففيلم Bridesmaids على سبيل المثال، قد حقق 169 مليون دولار في أميركا، ولكن 199 مليوناً فقط في مكان آخر.
لعبة الأجيال
تقول باسنجر: «كما كتبت بعض الكتب عن نجوم العصر الذهبي لهوليوود من الثلاثينيات ولنهاية الخمسينيات، أجد أن الأمر اختلف في أيام الاستوديو، حيث ركزت الاستوديوهات على الأدوار النسائية، كما كانت قائمة على الأفلام الكوميدية الرومانسية»، وتضيف موضحة: «كانوا يسعون للعثور على نساء شابات جميلات على استعداد للخضوع لعملياتهم التطويرية ويقمن بتحسين إطلالتهن، وربما أنوفهن وذقونهن كما حصل مع ريتا هيوارث، حيث تم تعديل خط الشعر وصبغ الشعر بحيث لا تبدو لاتينية جداً».
لنأخذ بيتي ديفيس على سبيل المثال، فقد كانت ملزمة بعقد مع أستوديو منذ 1930 عندما كانت تبلغ 22 عاماً من العمر، وحققت نجاحها الأول في Of Human Boundage، وبعد ذلك بأربع سنوات، كانت قد شاركت فيما يقرب من 20 فيلماً، أما النجوم الشباب الآن فلا يقدمون أكثر من فيلم أو اثنين في السنة، ولأن الجمهور فتن بها، بقيت ديفيس نجمة لعقود.
نبوءة تتحقق
تقول باسنجر: «كون هذا نمطاً قوياً، وأن تتمكن الممثلة من أداء دور المرأة الشريرة، فقد شكل تواصلاً مباشراً مع الجمهور، خاصة النساء بتفكيرهن، إن هذه المرأة قد نالت فرصة التصرف بشكل سيئ، وهو أمر جيد إذ لا يجب أن تكون المرأة جميلة ومتألقة فقط».
إن نقص الممثلات الشابات اليوم يبدو أشبه بنبوءة تتحقق بنفسها، تشير باسنجر موضحة: «خلال عام سيبرز المزيد منهن، ولن تتطور العلاقة بين دوام الأفلام وهؤلاء الممثلات، فاليوم لا تتوفر للممثلة الشابة فرصة تقديم عدد كاف من الأفلام؛ حتى تكون شخصية مستقلة والفيلم لا يتمحور حولهن كنجمات.

m2pack.biz