واشنطن . استفتاء كردستان يجب أن يجري بالتفاهم مع بغداد

واشنطن… استفتاء كردستان يجب أن يجري بالتفاهم مع بغداد

واشنطن... استفتاء كردستان يجب أن يجري بالتفاهم مع بغداد

واشنطن: استفتاء كردستان يجب أن يجري بالتفاهم مع بغداد
أربيل «القدس العربي» والأناضول: أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الأربعاء، أن الاستفتاء الذي ينوي الإقليم الكردي إجراءه للانفصال عن العراق، يجب أن يجري بالتفاهم مع حكومة بغداد على نحو يتوافق مع دستور البلاد.
وقال السفير الأمريكي لدى بغداد، دوغلاس سيليمان، في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة في العاصمة العراقية إن «أي تقرير للمصير يجب أن يجري وفق الدستور والقوانين العراقية والتفاهم بين حكومتي بغداد وأربيل».
وكان سيليمان يجيب على سؤال بشأن نية الإقليم الكردي شمالي العراق إجراء استفتاء شعبي في سبتمبر/أيلول المقبل، يتمحور حول رأي السكان فيما إذا كانوا يرغبون بالانفصال عن العراق من عدمه.
وسبق للحكومة العراقية أن أبدت رفضها لإجراء الاستفتاء، وقالت إن خطوة تخص مصير البلاد يجب أن تتخذه الحكومة الاتحادية في بغداد.
كما أثار الاستفتاء مخاوف دولية من أن ينعكس سلبا على الوضع في العراق، وخاصة أن البلد ما يزال يخوض حربا ضد تنظيم «داعش» الإرهابي.
والاستفتاء المزمع إجراؤه في سبتمبر/ أيلول المقبل غير ملزم، ويتمحور حول استطلاع رأي سكان المحافظات الثلاث بالإقليم الكردي، وهي أربيل والسليمانية ودهوك، فيما إذا كانوا يرغبون بالانفصال عن العراق من عدمه.
ومع اقتراب موعد اجراء الاستفتاء، ابدى الكثير من الكرد في إقليم كردستان العراق، مخاوفا من تداعيات الخطوة، إذا لم يتم الاعداد الجيد لها.
وقال القيادي في الاتحاد الاسلامي الكردستاني في دهوك، صباح علي بابيري ل«القدس العربي» إن «الناس متحمسين لاجراء الاستفتاء، ولكن هناك مخاوف من تداعيات ما بعد الاستفتاء»، منوها إلى أن «اجراء الاستفتاء لا يعني بالضرورة اعلان الاستقلال وقيام الدولة الكردية فورا، ولكن يبقى تقرير المصير حق للشعوب».
وأشار إلى ان «الكل متفق على المبدأ، ولكن الاختلاف هو على الآليات والتوقيت، حيث يرى الكثيرون أن ترتيب البيت الكردي يجب أن يتم قبل الاستفتاء، مثل إعادة تفعيل البرلمان المجمد، واتفاق الأحزاب الكردية على أسس الدولة المرتقبة».
ولفت إلى أن «لجنة عليا للاستفتاء تم تشكيلها من الأحزاب الكردية لإجراء المفاوضات مع بغداد»، مبيناً أن «هناك مشاكل كثيرة معقدة، أبرزها مصير المناطق المتنازع عليها، مثل كركوك، بين الإقليم وبغداد».
الأستاذ الجامعي، في جامعة السليمانية، يحيى الريشاوي، أكد ل«القدس العربي»، أن «مشكلة الاستفتاء في التوقيت وليس في المبدأ على تقرير المصير»، مشيراً إلى أن «المخاوف لدى الكرد من المشاكل الداخلية أكبر من المخاوف من العلاقة مع بغداد أو مواقف الدول الأخرى، مثل إيران وتركيا».
وأضاف: «عدم الانسجام بين الأحزاب الكردية وانعدام الاستقرار السياسي وعدم تفعيل البرلمان المجمد وأزمة الوضع الاقتصادي مثل رواتب الموظفين، كلها، تشكل قلقا لدى الشارع الكردي، لذا يرغب الناس بانهاء أزمات الإقليم والانتهاء من مشكلة تنظيم «الدولة الإسلامية» أولاً، وبعدها نفكر بالاستفتاء».
وأعتبر أن «الاستفتاء الذي أجرته منظمة أهلية حول الاستقلال الإقليم عن العراق كانت نتيجته موافقة 98 في المئة من المشاركين فيه على الاستقلال، ولكن الناس ترغب بأن يكون الاستفتاء بالاتفاق مع حكومة بغداد لكي لا تكون هناك حجة لدول الجوار بالتدخل في الموضوع».
محمد هولاري، وهو مالك فندق في أربيل، تمنى حصول الاستفتاء بالتراضي بين بغداد وأربيل، موضحاً في حديث ل«القدس العربي»، أن «أوضاع الإقليم والأزمات التي يمر بها حاليا، لا تحتاج إلى إضافة مشاكل وأزمات جديدة».
وتابع: «مصالح كثيرة وعلاقات مهمة تربط العرب والكرد، ولا نريد قطعها الآن أو مستقبلاً».
واشار إلى أن «بعض الدول المجاورة ابدت رفضها لاستقلال الإقليم، ومنها إيران وتركيا»، مبينا أن «قيام إيران بزيادة قصف مواقع في الإقليم بحجة وجود المعارضة وقطعها لمياه بعض الانهار تأتي في إطار ممارسة الضغوط وتهديد كردستان».
ورغم تأييد معظم سكان كردستان، لإجراء الاستفتاء، ثمة مخاوف من نتائج سلبية، قد تسفر هذه الخطوة، في حالة عدم وجود اتفاق بين الإقليم والحكومة الاتحادية في بغداد، أو قيام الدول الإقليمية بالتدخل وممارسة الضغوط على كردستان لمنع قيام الدولة الكردية التي ستؤثر على أوضاع الكرد لديها، وخاصة إيران وتركيا.

m2pack.biz