ينبغي أن أشبع احتياجاتي بطريق غير مباشر

ينبغي أن أشبع احتياجاتي بطريق غير مباشر
ينبغي أن أشبع احتياجاتي بطريق غير مباشر

إذا لم أستطع أن أكون ذاتي الحقيقية (نظرا لأن هذه الكينونة يحتمل أن تجعلني مرفوضا ومهجورا من الآخر)  فذلك يجيز لي أن أتخلي عن تلك الذات الحقيقية وأروح أشبع احتياجاتي بطريقة غير مباشرة- عن طريق أولئك الناس، وعن طريق تلك المواد بل وعن طريق المصادر الأخرى الخارجة عن ذاتي. وهذا أيضا معتقد من معتقدات الوثوق بالحلول السريعة.

والحلول السريعة لها أشكال كثيرة. والمراهق على سبيل المثال، يعب كمية كبيرة من البيرة، وهو في موقف سيارات المدرسة، قبل أن يدخل إلى صالة الرقص حتى يتسنى له تسكين عصبيته يسهل على نفسه الاقتراب من النبات والتحدث إليهن.

وهذا التصرف، عند الدمن، أسهل بكثير من الحل الطويل الأمد الذي ينطوي على تعلم المهارات الاجتماعية كي تزداد ثقته بنفسه ويزداد أيضا تقديره لها. ولكن نظرا لأن مثل هذا المراهق المدمن لا يعرق الطريق إلى ذلك (والأرجح أن أحدا لم يساعده على تعلم ذلك)  فهو يلجأ إلى الحلول السريعة.

ومع ذلك، فإن عقلية الحلول السريعة تنطوي على ما هو أكثر من اللجوء إلى الأمر القريب في حل المشكلات. وهذا موقف، أو إن شئت فقل: توجه من الحياة. وهذه طريقة سلبية من الطرق التي يحاول المدمن أن ينتسب بها إلى دنياه، وهذا الموقف ينبع من اعتقاد لدي المدمن مؤداه أن الإشباع الطويل الأمد أمر لا يمكن أن يتحقق. بل إن المحاولات بكل أنواعها تبدو للمدمن عديمة النفع ولا طائل من ورائها: ومن هنا يفضل المدمن، في أضعف الأحوال، الحصول على بعض الأشياء في الوقت الذي يستطيع فيه ذلك، وبذلك فإن الحلول السريعة تجعل المدمن يشعر بالتحسن في يومه، وحتى وإن كان ذلك يسبب له البؤس والتعاسة في غده.

 

m2pack.biz