«أحرار الشام» تخلي مقراتها في إدلب وتنسحب من المعابر الحدودية

«أحرار الشام» تخلي مقراتها في إدلب وتنسحب من المعابر الحدودية

«أحرار الشام» تخلي مقراتها في إدلب وتنسحب من المعابر الحدودية

دمشق – «القدس العربي»: شهدت محافظة إدلب شمال سوريا اشتباكات دامية بين «هيئة تحرير الشام» و «حركة أحرار الشام» خلال الأيام القليلة الماضية، حيث حاولت الأخيرة جاهدة تأمين المناطق الحدودية مع تركيا وخاصة المعابر، ولعل أهمها معبر باب الهوى، فيما تمكنت «هيئة تحرير الشام» من سحب بساط النفوذ من «أحرار الشام» الممتد على كامل مدينة ادلب وريفها، وإعلان سيطرتها على المعابر، والتمترس في المناطق الحدودية لتثبيت سيطرتها في نقاطها العسكرية الجديدة.
أيام عصيبة شلت الشمال السوري المحرر، وأسفرت عن اصطفافات جديدة، تمخض عنها انسحاب حركة «أحرار الشام» من كامل مقراتها في مدينة إدلب وريفها لصالح «هيئة تحرير الشام»، عقب تفاهمات جمعت بين قيادتي الحركة والهيئة كان أهم بنودها، إيقاف حالة الاستنفار والمضايقات والاعتقالات والتعدي بأي شكل من الأشكال على الممتلكات والأنفس والمقرات، إضافة إلى السماح لأي كتيبة أو لواء من الأحرار، ترى أنها بايعت الهيئة مكرهة، العودة عن بيعتها.
وحسب مصادر عسكرية من إدلب، فإن «حركة أحرار الشام قد سيّرت أرتالها منسحبة من معبر باب الهوى والمنطقة الحدودية بريف إدلب الشمالي، وتوجّهت إلى منطقة أريحا بريف إدلب وسهل الغاب بريف حماة الشمالي، مما فسح المجال أمام تحرير الشام على بسط نفوذها في المنطقة الحدودية الممتدة من بلدة أطمة على تخوم القرى الكردية بريف إدلب الشمالي، وحتى منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، إضافة لريف إدلب الشرقي، وأجزاء واسعة من جبل الزاوية وريف إدلب الجنوبي».
وقال القائد العسكري لدى حركة أحرار الشام حسام سلامة في تصريح خاص ل «القدس العربي» إن «جميع الإشاعات التي تتناقلها الصحف والمواقع الإعلامية عن انتهاء حركة الأحرار هي كذب وإشاعات»، مضيفاً ان «الحركة موجودة في سهل الغاب وريف حلب الغربي وجبل الزاوية بكامل ما كان لها من قوة، وفي معرة النعمان وريف المعرة الشرقي وريف حماة الشرقي بقوة أقل مما كانت عليه، بالإضافة لكل المناطق المحررة غير إدلب وما حولها».
وتابع: «لحركة أحرار الشام نقاط رباط في الساحل وريف حلب وريف حماة»، مؤكداً «انسحاب الحركة من كل من معبر باب الهوى ومعبر خربة الجوز»
وعن انتهاء المعارك بين الأحرار وهيئة تحرير الشام، ومآلات المعارك والعمليات العسكرية في المنطقة المحررة، قال: «هناك هدوء نسبي حاليا، وستكون لذلك مآلات سياسية وعسكرية سلبية على الثورة، باعتبار الصورة الآن تتمثل في كون إدلب انها تحت سيطرة الجماعات المصنفة على قوائم الإرهاب».
وفي السياق، قال المحلل العسكري، محمد العطار ل «القدس العربي» إن «الشعب السوري كان دائماً راغباً في توحيد الفصائل، منضوية تحت لواء «فصيل الجيش السوري الحر»، لكن ليس على طريقة التغول التي شهدتها ادلب، حيث تغولت هيئة تحرير الشام في ابتلاع وهضم حركة أحرار الشام»، واصفا العملية ب «الطريقة التي لا تتناسب وروح الثورة».
وأضاف: «جيمعنا يذكر انه وعندما تجمعت فصائل ادلب ضمن غرفة عمليات «جيش الفتح» استطاعت دخول حلب مرتين، أما في الوضع الراهن فإن ادلب تعتبر بيضة القبان بالنسبة للثورة السورية».
وحسب الناشط الإعلامي سهيل جدعان، فإن «حالة الفوضى وشريعة الغاب أفقدت الأهالي الثقة بالثورة، وغيّرت النظرة اتجاههم بعد ان كان هؤلاء رموزاً للحرية، أصبحوا هواة للسلطة والنفوذ».
… وهل ستكون المدينة هدفاً لعملية عسكرية؟
بيروت – أ ف ب: يهدد تصاعد نفوذ الفصائل الجهادية في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا بتحولها في المرحلة المقبلة إلى هدف للاعبين دوليين على الساحة السورية. ويقول الباحث المتخصص في الشأن السوري في مؤسسة «سنتشوري» سام هيلر انه لم يعد واضحاً اذا كانت أحرار الشام «موجودة ايضاً»، لافتاً إلى ان «ما تبقى منها استقطبته هيئة تحرير الشام ببطء».
ويوضح ان «شمال غرب سوريا شكل النواة الجغرافية والسياسية للمعارضة وهذا الجزء أخذه» الجهاديون.
ولهيئة تحرير الشام، التي تعد التنظيم الجهادي الثاني في سوريا منذ اندلاع النزاع، أكثر من خصم في الداخل وعلى الساحة الدولية.
ومنذ سنوات، شكّل فك الفصائل المعارضة ارتباطها بالمجموعات الجهادية مسألة شائكة، تحديداً بين موسكو الداعمة لدمشق والتي لطالما تمسكت بهذا المطلب وبين واشنطن التي كانت تعد من أبرز داعمي المعارضة.
واتهمت الولايات المتحدة والمعارضة مراراً روسيا باستهداف الفصائل المصنفة «معتدلة» في ادلب، تحت ذريعة استهدافها لهيئة تحرير الشام.
ومع التموضع الأخير، باتت مواقع سيطرة الحليفين السابقين (تحرير الشام وأحرار الشام) أكثر وضوحاً جغرافياً.
ويمكن بالتالي لمحافظة ادلب أن تشكل الهدف المقبل لعملية عسكرية تستهدف الجهاديين بعد أشهر من تداول معلومات عن هجوم تركي محتمل أو حتى روسي.
وأعرب ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي خشيتهم من تحول ادلب في المرحلة المقبلة إلى «موصل جديدة» أو هدفاً لعملية عسكرية لقوات النظام السوري. وكتب رئيس وفد الفصائل المعارضة إلى محادثات السلام والقيادي في فصيل «جيش الاسلام» محمد علوش على تويتر «ندائي لأهلي في إدلب اعتبروا مما جرى في الموصل، فصائلكم تبخرت والقرار بيدكم ان قبلتم بسيطرة هؤلاء (في اشارة إلى النصرة سابقا) سيخذلونكم عند القتال وسيكونون أول الهاربين».
ولا يتوقع المحلل العسكري في مركز عمران، مقره اسطنبول، نوار اوليفر هجوماً عسكرياً شاملاً ضد ادلب ولكن «تصعيداً في الضربات الجوية من قبل التحالف» أو «غارات استراتيجية» من روسيا.
وكانت ادلب تعد أحد آخر أكبر معاقل الفصائل المعارضة رغم أن السيطرة عليها ما كانت لتتم لولا تحالفها مع جبهة النصرة سابقا.
ومقارنة مع العام 2012، لم يبق لفصائل المعارضة شيء بعد اقصائهم في ادلب، كما تم تهميشهم في جنوب سوريا وريف دمشق بفضل اتفاقات وقف الاعمال القتالية التي بدأ تطبيقها بموجب تفاهمات دولية.
وتقع المحافظة في شمال غرب سوريا وهي محاذية للحدود مع تركيا ويعد باب الهوى أهم معابرها الحدودية. وتحاذي ايضاً كلاً من محافظة اللاذقية الساحلية التي تتحدر منها عائلة الرئيس السوري، ومحافظتي حلب وحماة.
وفي العام 2015 سيطر تحالف «جيش الفتح»، الذي كان يضم جبهة النصرة سابقاً وحركة أحرار الشام السلفية، على كامل محافظة ادلب باستثناء بلدتين.
وتشكل إدلب إحدى المناطق الاربع التي يتضمنها اتفاق خفض التصعيد الموقع في استانا في بداية أيار/مايو برعاية روسية – تركية – إيرانية.

m2pack.biz