أزمة صامتة بين الرباط والأمم المتحدة على خلفية التحركات الأخيرة للمبعوث الدولي للصحراء

أزمة صامتة بين الرباط والأمم المتحدة على خلفية التحركات الأخيرة للمبعوث الدولي للصحراء

أزمة صامتة بين الرباط والأمم المتحدة على خلفية التحركات الأخيرة للمبعوث الدولي للصحراء

الرباط – « القدس العربي» : أفادت تقارير صحافية عن أزمة صامتة بين المغرب والأمم المتحدة حول تدبير عملية السلام الصحراوي، وقالت إن مبعوث الأمم المتحدة للصحراء قد يحل في الرباط اليوم الجمعة، ليبحث مع المسؤولين المغاربة رؤيته لدفع عملية السلام المتعثرة.
وأوضحت المصادر أن المغرب وجه دعوة رسمية للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، هورست كوهلر، لزيارة الرباط قصد «تدقيق» تفاصيل المفاوضات المرتقبة، و»تصويب» مسار التسوية التي ترعاها الأمم المتحدة منذ 1988 ووضعه في سياقه تجنبا لتطور أزمة صامتة أخذت تلوح في الأفق بين المغرب والمبعوث كوهلر.
ودعا هورست كوهلر المغرب وجبهة البوليساريو التي تناهض مغربية الصحراء بالإضافة الى الجزائر وموريتانيا للقائه في العاصمة الألمانية برلين، ليقدم تصوره لإعادة المفاوضات غير المباشرة المجمدة منذ 2009 إلا أن المغرب، عدل في آخر لحظة عن تلبية الدعوة فيما لبتها جبهة البوليساريو والتقى كوهلر في برلين الشهر الماضي زعيمها إبراهيم غالي كما التقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني إسلكو ولد أحمد إزيد بيه وزير الشؤون الخارجية والتعاون إسلكو ولد أحمد إزيد بيه فيما وصل الى برلين الأربعاء عبد القادر مساهل وزير الخارجية الجزائري وأجرى معه أمس الخميس مباحثات قالت مصادر الأمم المتحدة إن مبعوثها للصحراء أجرى خلال هذه اللقاءات مباحثات في إطار المشاورات التي يقوم بها.
والتقى كوهلر بعيد تعيينه مبعوثا عددا من المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، والرئيس الرواندي بول كاغامي، بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي ورئيس المفوضية الأفريقية، موسى فقي، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ومفوض الأمن والسلام الجزائري، إسماعيل شرقي، في العاصمة البلجيكية بروكسيل.
وقال مسؤولون في جبهة البوليساريو قبل إطلاق كوهلر المفاوضات ولقاءاته مع الأطراف المعنية بالنزاع، ان ما ستعرفه العاصمة الألمانية هي مفاوضات بين المغرب والجبهة برعاية كوهلر الا أن المغرب نفى مثل هذه الأنباء وقال مصطفى الخلفي وزير العلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية انه ليست لدى بلاده أي نية لمفاوضات مباشرة وقال «لا محادثات مباشرة مع البوليساريو وان من يروج لها هو يحاول إخفاء انتكاسته».
وقالت مصادر صحافية قريبة من المغرب ويبدو أن تحفظات الرباط لها علاقة بالتحركات الأخيرة لهورست كوهلر خلال جولاته الدولية لأجل التنسيق مع أطراف أخرى وتعزيز المفاوضات غير المباشرة التي ينوي الإشراف عليها، حيث أن الرباط غير راضية على إقحام الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي في ملف تسوية النزاع.
وأضافت المصادر إن الرباط متحفظة وتستغرب مما يقوم به كوهلر، فالمغرب مصر على أن «الأمم المتحدة» هي الهيئة الوحيدة والشرعية لفتح الملف والسعي وراء إيجاد حل ينهي المشكلة وليس « الاتحاد الأفريقي»، وبأن «الحل في يد الجزائر» وليس غيرها بحيث يحث قرار مجلس الأمن رقم 2351 الى الدول المجاورة للمنطقة للعب دور جاد في المفاوضات.
من جهة أخرى قرر المغرب منع محاميتين فرنسيتين من دخول التراب الوطني، لدى وصولهما إلى مطار محمد الخامس في الدار البيضاء قبل أن يتم ترحيلهما حيث كانتا تنويان زيارة النشطاء الصحراويين السجناء على خلفية أحداث أكديم إيزيك، الذين تم توزيعهم على سبعة سجون في عدة أماكن متفرقة من المغرب.
وقالت السفارة الفرنسية بالرباط إنه عند وصول المحاميتين انغريد ميتون واولفا اوليد الى مطار مدينة الدار البيضاء، أول الأحد الماضي تم توقيفهما من طرف عناصر من الأمن داخل المطار قبل أن تقوم السلطات بترحيلهما يوم الاثنين.
وأوضحت السفارة الفرنسية أن »القنصلية العامة الفرنسية في الدار البيضاء أبلغت بحظر دخول المحاميتين الفرنسيتين الى الأراضي المغربية بشكل رسمي«، وأضافت أن «تصريح الدخول الى المغرب خاضع لسلطات البلد»، أي المغرب.
وطردت السلطات المغربية اول أمس الأربعاء الصحافي والمصور النرويجي ريكارد ال أثناء تواجده في مدينة العيون كبرى الحواضر الصحراوية.
وقالت وكالة أنباء جبهة البوليساريو إن الصحافي النرويجي فوجئ باقتحام الشقة التي كان يقطنها من طرف سلطات المدينة التي طالبته بالرحيل فورا على اعتبار أنه شخص غير مرحب به ونقلته على متن سيارة للأجرة الى وجهة غير معلومة.ولم يتسن الاتصال بالسلطات المحلية في المدينة لتأكيد الخبر.

m2pack.biz