ابتزاز المعتقلين في السجون العراقية المال مقابل الحرية

ابتزاز المعتقلين في السجون العراقية: المال مقابل الحرية

ابتزاز المعتقلين في السجون العراقية.. المال مقابل الحرية

بغداد «القدس العربي»: يتعرض الكثير من العراقيين إلى عمليات اعتقال بتهم كيدية أو بسبب الشبهات، وتتم مقايضتهم من قبل القائمين على السجون، بدفع مبالغ مالية مقابل إطلاق سراحهم أو إبقائهم في السجون لأشهر وسنوات عدة، دون إخضاعهم للمحاكم.
معتقلون سابقون في السجون الحكومية، قالوا وكشفوا عن «تعرضهم للاعتقال بتهم كيدية أو اشتباه بالاسم، وقد طلب منهم دفع مبالغ مالية مقابل إطلاق سراحهم أوإبقائهم في السجون وعدم عرضهم على القاضي ما لم يدفعوا المبلغ المطلوب منهم».
مهند، أحد المعتقلين السابقين قال ل«القدس العربي»، «اعتقلت على يد قوات الأمن العراقية بتهمة كيدية من قبل المخبر السري»، مضيفاً «بعد التحقيق وعدم وجود ما يثبت إدانتي طلبوا مني أن أدفع لهم مبلغا ماليا مقابل إطلاق سراحي».
وتابع: «لقد قمت بدفع أربعة آلاف دولار أمريكي بعد ستة أشهر من الاعتقال بقيت فيها في المعتقل»، مشيراً إلى «وجود الكثير من المعتقلين الذين لايزالون داخل السجون لعدم مقدرتهم على دفع المال».
وفي لقاء آخر ل«القدس العربي» قال معتقل سابق آخر ويدعى وسام: «تم اعتقالي من قبل قوات أمنية بسبب الاشتباه باسمي».
وواصل: «بعد التأكد من هويتي وعدم مطابقتها للمتهم الأصلي وإجراءات أمنية وتحقيقية استمرت عشرة أشهر وافقوا على إطلاق سراحي مقابل أن أدفع لهم ألفي دولار». وزاد «بعد دفعي المبلغ تم إطلاق سراحي بالفعل، ولكن بعد أقل من شهر تم اعتقالي مرة أخرى ومكثت بالسجن أربعة أشهر، وتم ابتزازي أيضا لكي أدفع لهم المال مقابل حريتي».
وأضاف: «قمت بدفع ثلاثة آلاف وخمسمئة دولار ليتم إطلاق سراحي ثانية، والآن أنا متخوف من أن يتم اعتقالي مجددا وأنا لم ارتكب أي جريمة، بل لمجرد الابتزاز وأخذ الاموال من المعتقلين»، على حد قوله. أما أبو يوسف، فقد تم «اعتقاله ووضع في السجن لأكثر من سنة دون عرضه على القاضي، حسب ما قال ل» القدس العربي».
وبين أنه «بعد وساطات ومحاولات مع القائمين على السجن، طلبوا منه مبلغ عشرة آلاف دولار مقابل إطلاق سراحه»، موضحا أن «أهله قاموا بدفع المبلغ».
ووفق المصدر» أغلب حالات الاعتقال تتم لهذا الغرض، حيث يقومون باعتقال الأبرياء وعدم عرضهم على القاضي ومن دون مذكرات قبض قضائية، فيتم ابتزازهم ماليا مقابل إطلاق سراحهم».
مصدر أمني، أعتبر أن «عمليات الاعتقال الكيدية أو مجرد الاشتباه بالاسم هي ما تبحث عنه بعض العناصر الأمنية، لأن مثل هذه الاعتقالات تجلب لهم الكثير من الأموال التي يستحصلونها من المعتقلين مقابل إطلاق سراحهم».
هذه الاعتقالات، طبقاً ل» المصدر «موجودة سنوات الغزو الأمريكي الأولى ولاتزال موجودة ىومنا هذا في كثير من السجون والمعتقلات العراقية».
وبين أن «الحكومة العراقية لاتزال عاجزة عن وقف مثل هذه الابتزازات داخل السجون، بسبب هيمنة المافيات والميليشيات على بعض المعتقلات الخاصة، مؤكدا أن «مثل عمليات الابتزاز لم تقتصر على الأبرياء فقط، بل هناك مجرمون كبار تم إطلاق سراحهم بعد دفعهم المال».

m2pack.biz