اردوغان سيزور دول الخليج لقيادة الوساطة بنفسه هل ينجح فيما فشل فيه الآخرون؟

اردوغان سيزور دول الخليج لقيادة الوساطة بنفسه هل ينجح فيما فشل فيه الآخرون؟

اردوغان سيزور دول الخليج لقيادة الوساطة بنفسه هل ينجح فيما فشل فيه الآخرون؟

اسطنبول «القدس العربي»: يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تحقيق اختراق في جهود الوساطة التي تهدف إلى التوصل لحل للأزمة الخليجية وذلك خلال زيارة سيقوم بها إلى عدد من الدول الخليجية يتوقع أن تبدأ خلال أيام وتشمل السعودية والكويت وقطر.
مصدر مقرب من الرئاسة التركية رفض الكشف عن اسمه أكد ل«القدس العربي» أن الترتيبات النهائية للزيارة تجري على قدم وساق، متوقعاً أن تجري عقب انتهاء الرئيس التركي من مشاركته في فعاليات إحياء الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب والتي سوف تستمر حتى السادس عشر من تموز/ يوليو الحالي.
وكانت وسائل إعلام تركية نقلت، الاثنين، تصريحات على لسان أردوغان على متن الطائرة التي عاد فيها عقب مشاركته في اجتماعات مجموعة العشرين في ألمانيا إنه ينوي القيام قريباً بجولة في العديد من الدول العربية تشمل السعودية وقطر والكويت، مشيراً إلى أنها ستركز على بحث الأزمة الخليجية.
ونقل عن أردوغان قوله: «أرغب في إجراء جولة على بعض الدول العربية، لعلنا نستطيع خلال هذه الزيارات تفعيل لغة الحوار بين أطراف الخلاف، وأخطط لزيارة قطر والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت»، مضيفاً: «الكويت تبنت دور الوساطة بين أطراف الأزمة، ونحن في تركيا ندعم هذا الدور، وما أقصده من الجولة التي أرغب في القيام بها، هو الرغبة في المساهمة بتفعيل لغة الحوار بين قطر ودول الحصار».
ويسعى أردوغان للضغط على الأطراف الخليجية لا سيما السعودية وقطر من أجل إنهاء الأزمة وبدء حوار مباشر بين أطرافها، لكن الرئيس التركي لن يحمل مبادرة جديدة ويسعى لإعطاء زخم للجهود الكويتية والبناء عليها وربما التحرك بشكل مشترك مع أمير الكويت لإحداث اختراق في الجهود الكويتية التي تراوح مكانها منذ فترة.
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو دعم هذه التوقعات عندما أكد في تصريحات صحافية، أمس الثلاثاء، أن الأيام المقبلة سوف تشهد جهود تركية أوسع وزخم أكبر لمحاولات التوصل للأزمة الخليجية، مشيراً إلى أن بلاده سوف تقدم دعم أكبر للجهود الكويتية خلال الأيام المقبلة.
ويربط مراقبون بين التحرك التركي المقبل وبين الجهود التي يقوم بها حالياً وزير الخارجية الأمريكي الذي وصل الدوحة، الثلاثاء، قادماً من الكويت ويتوقع أن ينتقل عقبها إلى السعودية، حيث استبق الوزير الأمريكي ريكس تيلرسون جولته الخليجية بزيارة اسطنبول ولقاء الرئيس التركي ووزير خارجيته.
وكررت واشنطن، الاثنين دعمها لجهود الوساطة، التي تبذلها الكويت، لإنهاء الأزمة الخليجية، وكانت الخارجية الأمريكية أشارت إلى أن جولة تيلرسون جاءت بدعوة من أمير الكويت صباح الأحمد الصباح، ما يؤكد على أن أنقرة وواشنطن اتفقتا على العمل في إطار الجهود الكويتية لحل الأزمة.
وأجرى، الاثنين، وزير الخارجية التركي مباحثات مع وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي تركزت حول الأزمة الخليجية.
وجدد نائب رئيس الوزراء التركي، المتحدث باسم الحكومة، نعمان قورتولموش، التأكيد على أن الحوار بين السعودية وقطر هو الحل الأنسب لحل الأزمة الخليجية، حيث سيسعى الرئيس التركي إلى فتح قناة حوار مباشرة بين السعودية وقطر، بحسب ما أشار أحد الكاتب الأتراك المقربين من الرئاسة.
وفي آخر تصريحات له حول الأزمة، قال أردوغان قبل يومين أنه «لن يكون هناك طرف رابح من خلاف الإخوة» في الخليج العربي»، وبعد أن اعتبر أن الاتهامات ضد قطر غير عادلة والعقوبات غير صحيحة، شدد على أن «أمن واستقرار أخوتنا في الخليج العربي لا يقل أهمية عن أمننا واستقرارنا، ولذلك يجب تجنب أي خطوات من شأنها أن تعرض ذلك للخطر».
وكان أردوغان ومسئولين آخرين حاولوا خلال الأيام الماضية إعطاء مزيد من المؤشرات الايجابية تجاه الدول الخليجية الأخرى عبر التأكيد على أن بلادهم يمكن أن تسحب قواتها وتغلق القاعدة العسكرية في قطر في حال طلبت الدوحة ذلك.
ورغم الموقف التركي الداعم لقطر، إلا أن أنقرة ما زالت تعمل بقوة من أجل عدم الإضرار في علاقاتها مع السعودية، لا سيما وأن الاقتصاد التركي بدأ يتضرر من الأزمة الخليجية، حيث اشتكى الثلاثاء، أصحاب الشركات السياحية من الخسائر التي تكبدوها نتيجة إلغاء الكثير من السعوديين حجوزاتهم ورحلاتهم إلى تركيا.

m2pack.biz