اردوغان في الكويت اليوم… الاقتصاد يتقدم على السياسية وآمال تركية بمزيد من مليارات المشاريع والاستثمارات
إسطنبول «القدس العربي»: يزور الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، اليوم الثلاثاء، الكويت بعد أسابيع من زيارة الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح إلى أنقرة، وجولة اردوغان الخليجية التي شملت السعودية والبحرين وقطر، وذلك لإجراء مباحثات ستتقدم فيها الملفات الاقتصادية على السياسية.
ويسعى اردوغان بقوة خلال السنوات الأخيرة إلى تعزيز العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي، ونجح بالفعل في بناء «تعاون استراتيجي» مع قطر وأقل منه مع السعودية وتعاون اقتصادي لافت مع البحرين واختراق اقتصادي مع الإمارات رغم الخلافات السياسية، بينما يهدف إلى توسيع آفاق التعاون الاقتصادي مع الكويت التي تتولى الشركات التركية القيام بمشاريع ضخمة على أراضيها.
وحسب بيان الرئاسة التركية، فإن اردوغان والصباح سيعقدان اجتماعين، الأول ثنائي، والثاني موسع على مستوى وفدي البلدين، حيث من المقرر أن يبحث الجانبان العلاقات الثنائية ومستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية، في حين قال البيان الذي وصف علاقات البلدين ب«الممتازة» إن الزيارة ستساهم في تعميق علاقات التعاون بين البلدين.
ويهدف اردوغان بالدرجة الأولى إلى تشجيع الحكومة الكويتية على منح الشركات التركية مزيد من عطاءات المشاريع الضخمة كالطرق والجسور والمطارات وفي قطاع الإنشاءات بشكل عام، بالإضافة إلى طرح تسهيلات لجلب استثمارات كويتية إلى السوق التركي الذي عانى الفترة الماضية من التراجع بفعل الأزمات السياسية التي عاشتها البلاد خلال الفترة الماضية وأثرت على الاقتصاد بشكل سلبي. ومن المقرر أن يشارك اردوغان، الثلاثاء، في مراسم وضع حجر أساس لصالة المسافرين الرئيسية في مطار الكويت الدولي، التي تعد أكبر مشروع تفوز بها شركة تركية في الخارج بمفردها، وبقيمة بلغت 4.4 مليار دولار، إلى جانب العديد من المشاريع التي تنفذها الشركات التركية على الأراضي الكويتية.
وبينما توقع أن تساهم الشركات التركية في تنمية الكويت بشكل أكبر في الفترات القادمة، دعا الكويتيين إلى زيادة الاستثمار في بلاده الذي قال إنها نجحت في استقطاب استثمار أجنبي مباشر بقيمة 12.3 مليار دولار، في 2016 فقط، وذلك في مقابلة مع الرئيس التركي نشرتها وكالة الأنباء الكويتية، الاثنين.
وعبر اردوغان عن أمله في مشاركة أكبر للشركات التركية في إنجاز مشاريع البنية التحتية التي تتطلع الكويت إلى تحقيقها في إطار خطتها التنموية لعام 2035.
ووصف بلاده ودول الخليج «كجزيرة استقرار وسط منطقة جغرافية تعاني من مشاكل شتى» وأن تركيا والكويت «بلدان شقيقان وصديقان»، وأكد «قناعة التامة بأن التعاون بين الجانبين مرتبط بالسلام والاستقرار الإقليميين»، وأن الكويت «إحدى الدول الأكثر استقرارا وأمنا وازدهارا في المنطقة».
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في الربع الأول من 2017، إلى 152 مليون دولار مسجلا زيادة بنسبة 17٪ مقارنة مع نفس الفترة من 2016، والعام الماضي بلغ حجم التبادل التجاري بين أنقرة والكويت مليار و287 مليون دولار، حيث وصلت قيمة الصادرات التركية إلى الكويت 431 مليون دولار، فيما بلغت قيمة الواردات 856 مليون دولار.
كما تهدف تركيا التي عانت كثيراً من تقلص أعداد السياح القادمين من روسيا وألمانيا إلى اجتذاب مزيد من السياح الخليجيين، وخاصة من الكويت التي وصل 180 ألف من مواطنيها العام الماضي إلى تركيا لقضاء إجازاتهم، في حين وصل قرابة 30 ألف آخرين في الربع الأول من العام الجاري.
ويهدف الوفد الاقتصادي المرافق لاردوغان إلى ترغيب الكويتيين في القيام بشراء مزيد من العقارات في تركيا، حيث وبحسب الرئيس التركي يمتلك الكويتيون 6 آلاف عقار في الأراضي التركية كما حلت الكويت على المرتبة الأولى في مجال الاستثمار بالعقارات على مستوى دول الخليج، فيما تعمل بتركيا 280 شركة كويتية في مقابل 7 شركات تركية ضخمة تعمل على 30 مشروعاً في الكويت بقيمة تصل إلى 6.5 مليار دولار.
وستسعى تركيا خلال هذه الزيارة إلى كسب دعم الكويت لمساعيها من أجل التوصل إلى اتفاقية للتجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وعلى صعيد الأزمة السورية، لا يبدو هناك الكثير من الملفات السياسية المطروحة على الطاولة، وفي هذا الإطار يهدف اردوغان إلى التأكيد على أهمية الدعم الإنساني الذي تقدمه الكويت للاجئين السوريين على الأراضي التركية والذي كان آخره بناء مخيم عصري للاجئين جنوبي تركيا بدعم من الكويت.
وبينما يؤكد اردوغان بشكل دائم خلال زياراته للخليج على تفهمه لمخاوف دول مجلس التعاون من «الخطر الإيراني» بات يسعى إلى الترويج للصناعات الدفاعية التركية التي ازدهرت خلال السنوات الأخيرة وباتت تلقى رواجاً متزايداً لدى جيوش المنطقة.