«البديل الألماني» يخفق في تمرير أول طلب له في البرلمان الجديد

«البديل الألماني» يخفق في تمرير أول طلب له في البرلمان الجديد

«البديل الألماني» يخفق في تمرير أول طلب له في البرلمان الجديد

برلين د ب أ: أخفق حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني الشعبوي في تمرير أول طلب برلماني له في مستهل الجلسة التأسيسية للبرلمان الألماني الجديد أمس الثلاثاء.
ورفض البرلمان بأغلبية كبيرة مقترح الحزب بأن لا يترأس الجلسة الأولى للبرلمان كما هو مخطط النائب البرلماني عن الحزب الديمقراطي الحر، هيرمان أوتو زولمس بصفته أقدم نائب في البرلمان. وطلب «البديل الألماني» أن يترأس الجلسة سياسي آخر.
وحسب التقاليد الحالية، فإن وزير المالية الألماني السابق فولفجانج شويبله كان يحق له إلقاء الخطاب الافتتاحي للبرلمان بصفته أقدم نائب فيه. لكن بسبب عزمه إلقاء خطاب عقب انتخابه رئيسا للبرلمان، أفسح شويبله المجال لزولمس لإلقاء الخطاب الافتتاحي، بصفته أقدم نائب في البرلمان بعده.
وفي خطابه الافتتاحي، طالب زولمس النواب بأخذ مسؤوليتهم والتزامهم تجاه الدولة خلال الأعوام المقبلة على محمل الجد.
وفي إشارة إلى دخول «البديل الألماني» للبرلمان الاتحادي لأول مرة، قال زولمس: «جميعنا لدينا التفويض نفسه والحقوق نفسها وأيضا الالتزامات»، محذرا من الإقصاء أو تشويه السمعة. وذكر زولمس أن البرلمان في ألمانيا هو مركز نظام الدولة، مضيفا أن البرلمان الألماني من أكثر البرلمانات المؤثرة في العالم، موضحا أن البرلمان يختار الحكومة ويراقب أداءها، وليس العكس.
وندد باومان ب«المناورات» من أجل الحؤول دون ان يدلي نائب من حزبه بكلمة الافتتاح. فهذه المهمة منوطة بالعضو الأكبر سنا وكان من المفترض ان تعود هذه المرة إلى النائب من حزب «البديل من أجل ألمانيا» فولفغانغ فون غوتفريد (77 عاما).
الا ان النائب من المشككين في محرقة اليهود. ولقطع الطريق عليه غير البرلمان الالماني قواعده. وبالتالي لم يعد اكبر النواب سنا بل النائب الذي يشغل المقعد لاطول فترة هو الذي يلقي الكلمة. لذلك سيلقي نائب ليبرالي في ال76 الكلمة الافتتاحية.
ومضى الحزب إلى حد مقارنة مصيره بما فعله النازيون بمعارضيهم في برلمان 1933 وقال باومان بانفعال «منذ العام 1848 يقوم التقليد على ان يدشن النائب الأكبر سنا الجلسة الافتتاحية (…) الاستثناء الوحيد كان» في العام 1933 عندما كسر النازي «هيرمان غورينغ هذه القاعدة لانه اراد استبعاد منافسيه السياسيين».
الا ان ماركو بوشمان من الحزب الليبرالي رد عليه بالقول «لقد تجاوزت حدود الأدب بمقارنة انفسكم بضحايا غورينغ».
يشكل دخول اليمين المتطرف البرلمان تغييرا في الحياة السياسية في ألمانيا المعتادة منذ عقود على تبادلات مسيّسة بين الاحزاب التي سيتعين عليها في وقت ما تولي الحكم معا ضمن تحالفات كما يفرض ذلك نظام الاقتراع النسبي.
مع ان الحزب المحافظ بقيادة المستشارة انغيلا ميركل فاز في الاقتراع، إلا انه سجل اسوأ نتيجة منذ العام 1949 ما يضع المستشارة في موقع ضعيف في مستهل ولايتها الرابعة.
وتواجه ميركل دخول حزب «البديل من اجل ألمانيا» المعادي للهجرة إلى البرلمان.
وبات نواب اليمين المتطرف (92 نائبا) القوة السياسية الثالثة في مجلس النواب الجديد بعد حصول الحزب على 12،6٪ من الاصوات في اواخر ايلول/سبتمبر، في ما شكل سابقة لحزب من هذا النوع في تاريخ البلاد لما بعد الحرب العالمية الثانية، مستغلا استياء الناخبين من وصول اكثر من مليون طالبي لجوء إلى البلاد.
وتهدف الجلسة الافتتاحية خصوصا إلى انتخاب الرئيس الجديد للمجلس، المحافظ فولفغانغ شويبله الذي يحظى بتأييد كبير من مختلف الاحزاب.
وتشهد الجلسة الاولى نقاشا حول انتخاب نواب الرؤساء.
ويحق لحزب «البديل من أجل ألمانيا» شغل مثل هذا المنصب بما انه كتلة نيابية. لكن الاحزاب الاخرى تعارض مرشحه البريشت غلاسر بسبب مواقفه ازاء الإسلام الذي يشير اليه بانه «عقيدة» لا تشملها حرية الديانة التي يضمنها الدستور.
يشكل وصول اليمين المتطرف إلى البرلمان صدمة لقسم كبير من الرأي العام الالماني مازال يعيش تحت وطأة هواجس النازية.
وسبق لليمين المتطرف ان خرق العديد من المحرمات الوطنية خلال حملته خصوصا تنديده بالتعويضات عن جرائم النازية.
كما تعهد احد ابرز مسؤوليه في البرلمان الكسندر غولاند «شن الحرب على ميركل». اما زميلته اليس فيدل فتريد تشكيل لجنة تحقيق نيابية في استقبال اللاجئين.
الا ان هذا الحزب يشهد انقسامات حتى في صفوفه. فاحدى المسؤولات فيه فراوكه بيتري استقالت مؤخرا منددة بالتطرف «القومي» للحزب.
وعبر يوزف شوستر رئيس الجالية اليهودية عن قلقه. وقال «لا استبشر خيرا، أقولها بصراحة». واضاف في مقال في صحيفة «يوديشه الغيماينه» انه «من المقلق معرفة ان البرلمان بات فيه اشخاص يريدون اخفاء الماضي النازي ويؤلبون الرأي العام ضد المسلمين وطالبي اللجوء».
وتظاهر آلاف الاشخاص الاحد في برلين ضد دخول اليمين المتطرف إلى البرلمان.
في الوقت الحالي لن يكون امام البرلمان مهام كبيرة لأن الحكومة الحالية برئاسة ميركل تولت الثلاثاء رسميا «تسيير الاعمال» إلى حين تشكيل حكومة جديدة.
وبدأت محادثات صعبة في هذا الصدد بين ثلاثة تشكيلات لكل منها برنامج يختلف كثيرا عن الاخيرين وهم المحافظون بزعامة ميركل والليبراليون وحزب الخضر.
ومن المقرر ان تستمر المحادثات حتى نهاية العام الحالي وربما تتواصل في 2018.
وتعهد اليمين المتطرف أمس الثلاثاء ب«عصر جديد» في البلاد اثر مشاركته الأولى في مجلس النواب المنتخب حديثا في استعراض غير مسبوق للقوة من قبل القوميين منذ الحرب العالمية الثانية.
وصرح بريند باومان أحد ممثلي النواب ال92 الاعضاء في حزب «البديل من أجل ألمانيا» في الجلسة الافتتاحية للبوندستاغ مجلس النواب الالماني الذي تشكل اثر الانتخابات التشريعية في 24 ايلول/سبتمبر الماضي.
وهذه المرة الأولى في تاريخ البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، التي يشارك فيها مثل هذا العدد من نواب اليمين المتطرف في البرلمان.

m2pack.biz