المعارضة السورية تنتظر «دوراً إيجابياً» من إدارة ترامب في حل الأزمة وروسيا تتهم الهيئة العليا للمفاوضات بإفساد محادثات «جنيف 4»
جنيف اف ب: تنتظر المعارضة السورية «دوراً إيجابياً» لحل الأزمة السورية من ادارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، حسب ما قال رئيس الوفد التفاوضي للهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري في جنيف، فيما قالت وكالة الإعلام الروسية إن وزارة الخارجية الروسية اتهمت الهيئة العليا السورية للمفاوضات أمس الخميس بإفساد محادثات السلام في جنيف.
وقالت الوكالة إن المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا قالت إن موسكو تشكك في قدرة الهيئة على إنجاز اتفاق سلام. واعرب الحريري عن أمله في قيام شراكة فاعلة بين المعارضة السورية وادارة ترامب في ملف مكافحة الإرهاب الذي سبق للرئيس الأمريكي ان وضعه في سلم أولوياته.
وقال الحريري في لقاء مساء الاربعاء مع عدد من الصحافيين ان هناك ملفين مشتركين مع ادارة ترامب هما «محاربة الإرهاب (…) وتحديد النفوذ الإيراني». واضاف «حتى نستطيع ان نحقق إنجازات في هذين الملفين، أعتقد انه من المناسب للرئيس ترامب ان يفكر في تبني عملية سياسية حقيقية تسهل عليه الانجاز». وتابع «الآن الشعب السوري ينتظر دوراً إيجابياً ويسعى لبناء علاقة شراكة لمعالجة كل الملفات العالقة مع الادارة الأمريكية الجديدة لتصحيح أخطاء الإدارة السابقة» التي وصف مواقفها ب «المخزية».
وبرغم وجود مبعوثين امريكيين في جنيف لمتابعة ملف المفاوضات، لم تصدر عن إدارة ترامب حتى الآن أي مؤشرات تكشف مدى التزامها في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تسوية النزاع المستمر منذ أكثر من ست سنوات والذي أوقع حتى الآن أكثر من 310 آلاف قتيل وشرد الملايين. وقال الحريري «جئنا لنبني علاقة سلام مع الأمم المتحدة واطراف المجتمع الدولي الفاعلة، ولنرسل رسالة إلى الادارة الأمريكية الجديدة التي تسعى إلى حل الملفات العالقة ولمحاربة الإرهاب (…) اننا الطرف الجاهز لأن يكون شريكا فاعلا في محاربة الإرهاب بصدق على الأرض». وتسلم ترامب نهاية الشهر الماضي توصيات وضعها البنتاغون ليختار منها المناسب لتسريع القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية الذي يحتل مساحات واسعة في سوريا.
وعارض الرئيس السابق باراك أوباما أي تدخل امريكي عسكري مباشر في سوريا، الا ان هناك 500 مستشار عسكري امريكي في سوريا، غالبيتهم يقدمون الدعم لقوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف فصائل عربية وكردية، تقاتل الجهاديين. وحسب الحريري، فان الكثير من الدول مستعدة لتقديم المزيد من الدعم العسكري او السياسي للمعارضة السورية «لكنها تنتظر الدور الأمريكي».
وبرغم اقتراب جولة المفاوضات الحالية بين الحكومة والمعارضة السوريتين في جنيف من الانتهاء، لم يبدأ حتى الآن أي بحث في العمق بين الأطراف، ولا يزال الخلاف قائماً حول إضافة ملف الإرهاب إلى جدول الأعمال ام عدمه. ويفترض ان تنتهي الجولة الحالية اليوم الجمعة. واعرب الحريري عن أمله في التوصل في نهاية الجولة إلى «جدول اعمال واضح للبدء في العملية التفاوضية بشكل مباشر». وفي حين تطالب دمشق بإضافة مكافحة الإرهاب على جدول الأعمال، ترفض المعارضة السورية ذلك وتطالب بالتركيز اولاً على الانتقال السياسي.