المعارضة السورية مستعدة لمحادثات جنيف ومُصرة على رحيل الأسد ودي ميستورا يتساءل عن مدى التزام واشنطن بتسوية النزاع

المعارضة السورية مستعدة لمحادثات جنيف ومُصرة على رحيل الأسد ودي ميستورا يتساءل عن مدى التزام واشنطن بتسوية النزاع

المعارضة السورية مستعدة لمحادثات جنيف ومُصرة على رحيل الأسد ودي ميستورا يتساءل عن مدى التزام واشنطن بتسوية النزاع

عواصم وكالات «القدس العربي»: قال قيادي في المعارضة السورية أمس الاحد إن المعارضة ملتزمة بمحادثات السلام في جنيف في 23 فبراير / شباط، وأن المحادثات ستمهد الطريق أمام انتقال للسلطة.
وقال أنس العبدة رئيس الائتلاف الوطني السوري في مؤتمر ميونيخ للأمن إن المعارضة ملتزمة بمحادثات جنيف وأنه لا يمكن التعامل مع التهديدات الأمنية الكبيرة طالما بقي الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.
وقال بريت مكغورك مبعوث الولايات المتحدة لدى قوات التحالف ضد تنظيم «الدولة» إن الإدارة الأمريكية الجديدة ما زالت تراجع موقفها تجاه سوريا ولكنها تسعى للقيام بدور لتعزيز الجهود الروسية والتركية لدعم وقف إطلاق النار هناك.
جاء ذلك فيما تساءل موفد الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا أمس الأحد عن مدى التزام إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في البحث عن تسوية سياسية للنزاع في سوريا، قبل أيام من استئناف محادثات جنيف. وتساءل دي ميستورا متحدثاً في مؤتمر ميونيخ للأمن المنعقد في ألمانيا «إين هي الولايات المتحدة من كل ذلك؟ لا يمكنني أن أجيبكم، لأنني لا أعرف»، مشيراً إلى أن الإدارة الجديدة لا تزال تعمل على وضع أولوياتها بهذا الصدد.
وقال إن واشنطن لديها «ثلاث أولويات، مكافحة داعش والحد من نفوذ لاعب إقليمي معين (إيران) وعدم تعريض أحد حلفائها الرئيسيين في المنطقة للخطر».
وأضاف «كيف يمكن تسوية هذه المعضلة؟ هذا ما يجري النقاش حوله في واشنطن».
وقال «سؤالي هو التالي: هل تريدون أن تقاتلوا داعش أو تهزموه بصورة نهائية؟ هزم داعش يتطلب حلا سياسيا ذا مصداقية» في سوريا.
ولفت إلى أنه «حتى وقف إطلاق نار يحظى بدعم طرفين راعيين لا يمكن أن يصمد طويلا في غياب أفق سياسي»، في إشارة إلى المحادثات التي جرت مؤخراً في أستانا برعاية روسيا وتركيا.
ولم تصدر عن إدارة ترامب حتى الآن أي مؤشرات تكشف مدى التزامها بالجهود الدبلوماسية الرامية إلى تسوية النزاع المستمر منذ أكثر من ست سنوات في سوريا والذي أوقع حتى الآن أكثر من 310 آلاف قتيل وشرد الملايين.
كما أنها لم توضح رؤيتها لحل سياسي، وخصوصا في ما يتعلق بمصير الرئيس السوري بشار الأسد الذي تطالب المعارضة السورية برحيله، وهو ما كان أيضا ولفترة طويلة مطلب إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
ورد الموفد الأمريكي الخاص للتحالف الدولي بريت ماكغورك الذي شارك في النقاش «إننا بصدد مراجعة العملية برمتها».
وأضاف «سنكون في غاية الأنانية في ما يتعلق بحماية مصالحنا والعمل من أجلها».
وقال «حان الوقت لكي نحاول من جديد»، لافتاً إلى أن الظروف تبدلت في ظل التقارب بين موسكو، حليفة دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة.
وشدد دي ميستورا على أن محادثات جنيف ستتناول قرار الأمم المتحدة الرقم 2254 الذي صدر في نهاية 2015 وأقر خريطة طريق من أجل حل سياسي للنزاع السوري.
وذكر دي ميستورا بأن خريطة الطريقة تنص على «حكومة ذات مصداقية تضم جميع الأطراف، ودستور جديد يضعه السوريون وليس أطرافا خارجية، وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، يشارك فيها اللاجئون السوريون».
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو امس الاحد إن مفاوضات السلام السورية التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف هي المكان الوحيد لبحث الحل السياسي وانتقال السلطة.
وقال للمشاركين في مؤتمر ميونيخ الأمني «أستانة لم تكن أبدا بديلا لجنيف» في إشارة إلى محادثات أجرتها تركيا وروسيا وإيران مع فصائل سورية في عاصمة كازاخستان.
وتابع «كانت إجراء معقول لبناء الثقة والحفاظ على وقف إطلاق النار. خطوة جيدة للإمام.
لكن الآن نحن في حاجة إلى استئناف محادثات جنيف التي تمثل الركيزة الأساسية للحل السياسي وانتقال السلطة.» وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعرب عن عدم تفاؤله بإيجاد حل للأزمة السورية في المدى القصير.
جاء ذلك في إجابته على أسئلة الصحافيين عقب إلقائه كلمة في مؤتمر الأمن بمدينة ميونيخ الألمانية السبت.
ورأى غوتيريش أن «السلام في سوريا سيكون ممكناً فقط عندما تدرك الأطراف بأنها لن تحقق نصراً عسكرياً».
وأضاف «لست واثقا بأننا في هذه النقطة حالياً في سوريا. لا يزال هناك من يعتقد أنه سينتصر، لكن هذا خطأ كبير». وأردف «لذلك لست متفائلاً بخصوص إيجاد حل للأزمة السورية في المدى القصير».
واعتبر غوتيريش أن الأزمة السورية باتت تشكل «تهديداً كبيراً» على البلدان المؤثرة على أطراف الحرب هناك.
وشدد على أهمية جهود بلدان مثل الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والسعودية وقطر في إقناع الأطراف في سوريا من أجل إنهاء الحرب. ولفت إلى أنه لا يمكن التغلب على تنظيم «داعش» في حال عدم الوصول إلى حل سياسي وشامل في سوريا والعراق.

m2pack.biz