النظام يعلن عن مفاوضات لتهجير حي القدم الدمشقي… والمعارضة تتمسك بالأرض
دمشق «القدس العربي»: مناورات جديدة في ملف المفاوضات والتهجير، يفتحها النظام السوري مع ممثلين عن حي القدم الدمشقي، بهدف الوصول إلى نتيجة تفضي إلى تفريغ الحي من كتائب الثوار، ونقلهم إلى شمال سوريا، بعد تقسيم الحي إلى قطاعات يسهل من خلالها النظام على نفسه مفاوضة الأهالي على إخراجهم من أرضهم من غير رجعة.
ووفقاً لمصادر إعلامية موالية للنظام فإن المفاوضات جارية مع وجهاء الحي لخروجهم مع من يرغب من عائلاتهم إلى الشمال السوري، وإبقاء من يرغب بتسوية وضعه داخل الحي، ولفت المصدر إلى أن الشروط الجديدة التي قدمها الأسد لأهالي حي القدم، والتي لم يفصح عنها، ستسمح ببقاء الراغبين داخله، كما مهدت إلى تسريع التوصل إلى تفاهمات بانتظار الإعلان النهائي عن الاتفاق وتحضير الأمور اللوجستية للخروج.
وأكد المصدر الموالي للنظام السوري أن الاتفاق يعتمد هذه المرة على تقسيم الحي إلى قطاعات لتسهيل إنجازه، على ألا يشمل مقاتلي تنظيم الدولة مع تجنب تحديد الموعد المقترح لإنجاز عملية تهجير أهالي دمشق من العاصمة السورية إلى دور الإيواء ومخيمات اللجوء.
من جهته نفى المجلس المحلي والفعاليات العسكرية في حي «القدم» جنوب العاصمة دمشق، وجود أي اتفاق مع قوات النظام يقضي بمغادرتهم الحي، على غرار ما حدث مؤخرا في حيي القابون وتشرين.
وأفاد البيان الذي نشره المجلس المحلي عبر صفحته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، بأنه يرفض التهجير ويؤكد التمسك بالبقاء في الحي، داعياً لعدم قبول أي خبر إلا من مصدر رسمي مسؤول في الحي، مشيراً إلى «التمسك بالجماعة وتقديم المصلحة العامة وتغليبها على مصلحة اﻷفراد والمناطق».
وقال مصدر أهلي من حي القدم في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»، «إن ما يشاع عن تهجير حي القدم من قبل النظام السوري، وإعلامه غير دقيق، والملف ما يزال حتى الآن في طور الدراسة، مؤكداً خروج مندوبين عن كل عائلة في حي القدم واجتماعهم بوفد النظام، واتفاق الجانبين على مقايضة «اخراج معتقلي الحي من سجون الأسد وعودة النازحين إلى بيوتهم»، مقابل اخراج الثوار إلى ادلب، وتسليم سلاحهم إلى النظام».
نائب رئيس المجلس المحلي في حي القدم الدمشقي أسامة مكاوي كان قد قال في تصريح متلفز: «بأن قوات المعارضة السورية وقوات النظام تتقاسم السيطرة على حي القدم، فيما يسيطر النظام على الأحياء السكانية المتواجدة غربي الحي».
وقال مكاوي إن الحي «يجاور من الجهة الشرقية بلدة «الحجر الأسود» الخاضع لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وتمتد سيطرة التنظيم حتى أطراف حي القدم، وبالتحديد إلى منطقة «جورة الشريباتي» التابعة للقدم، كما تمتد سيطرة تنظيم «الدولة» حتى حي العسالي المجاور لحي القدم، حيث يسيطر تنظيم الدولة على 60% من مساحة العسالي وصولاً إلى مخيم اليرموك جنوبي العاصمة دمشق».
ونوه المتحدث، إلى وجود هدنة بين فصائل المعارضة وتنظيم الدولة في المنطقة، حيث يسمح كلا الطرفين من خلالها بدخول وخروج الأهالي إلى مناطق «يلدا وببيلا».
وبدأت مفاوضات وقف إطلاق النار في حي القدم والعسالي جنوبي دمشق في آب/أغسطس، من عام 2013، وأسفرت أشهر المفاوضات إلى تمهيد الطريق لدخول المساعدات بعد عام وثلاثة أشهر، ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين قوات المعارضة المسلحة، وقوات النظام السوري حيز التنفيذ، حيث نص الاتفاق على «إدخال المساعدات شريطة التأكد من التزام الطرفين ببنود الهدنة».
ويعتبر حي القدم من الأحياء الدمشقية العريقة المحيطة بالمدينة القديمة للعاصمة دمشق في سوريا، حيث يقع جنوب العاصمة السورية دمشق، وتحده أحياء عريقة عدة مثل كفرسوسة والمزة والميدان.
Share on FacebookClick to share on TwitterClick to share on Google+