النظام يصعّد عسكرياً في درعا والمعارضة تحضِّر لضرب خاصرته في السويداء

النظام يصعّد عسكرياً في درعا والمعارضة تحضِّر لضرب خاصرته في السويداء

النظام يصعّد عسكرياً في درعا والمعارضة تحضِّر لضرب خاصرته في السويداء

غازي عنتاب «القدس العربي»: رغم جميع محاولات النظام السوري على مدار ستة أيام مضت، لاستعادة زمام المبادرة على جبهات حوران بشكل عام وعلى جبهة حي المنشية في درعا البلد بشكل خاص، التي كرّس لها المئات من عناصر الميليشيات الشيعية والأفغانية بمؤازرة الطيران الروسي، إلا أن تكبده تلك الخسائر الكبيرة لم يكن في الحسبان، فالنظام السوري الذي اعتاد سياسة القضم البطيء أو «دبيب النمل» عبر التقدم والسيطرة على مساحات صغيرة وشن هجمات متلاحقة، لم تنفع أبداً في هجومه الأخير على حي المنشية الذي تمكنت المعارضة على مدار سبعة أشهر تقريباً من السيطرة على 90% منه تقريباً.
ولعل شعور المعارضة بخطورة الموقف وسعيها لتفادي خطر سقوط الجنوب الذي وصفه مراقبون ب»الضربة الأخيرة»، هو ما دفعها لدخول «حرب استماتة» عنوانها «نكون أو لا نكون»، فالنظام يريد وعلى غرار الشمال أن يسيطر على الموقف ويسترجع ما خسره مع المعارضة خلال حرب الست سنوات التي خاضتها قواته وتلقت فيها خسائر جسيمة، وبات يسعى مؤخراً لإبعاد المعارضة عن مراكز المدن وقد نجح في ذلك عبر المعارك الضارية تارةً وتارة أخرى بالحصار والتهجير كما حدث في حلب وحمص.
يقول القيادي في الجبهة الجنوبية اسماعيل النعيمي في ل «القدس العربي»: إن النظام بدأ يخطط مؤخراً لإسقاط الجنوب، وذلك لأسباب عدة أهمها تأمين محيط العاصمة دمشق من الجهة الجنوبية عبر التقدم من محور ما يعرف ب»مثلث الموت»، حيث تقاطع الطريق بين دمشق والقنيطرة ودرعا، وصولاً إلى ريف درعا الشمالي وبالتحديد بلدة الحارة.
وبين أن النظام يتطلع منذ زمن للسيطرة على بلدة الحارة، وذلك لإطلالتها وإشرافها على طرق رئيسية وفرعية والعديد من القرى والبلدات في الريف المذكور، ثم التقدم جنوباً وفصل مناطق المعارضة إلى قسمين في حال نجح في وصل مناطقه بريف درعا الشمالي، بمناطق سيطرته في ريف درعا الأوسط باتجاه مدينة درعا.
ويضيف النعيمي، «في حال نجح النظام في ربط مناطقه، سيسهل عليه آنذاك المتابعة باتجاه معبر نصيب الحدودي مع الأردن، الذي يعد هو الآخر هدفاً مباشراً له، لما سيحققه من مكاسب سياسية وعسكرية وحتى اقتصادية، لاسيما وأنه يريد إعادة فتح المعابر التجارية مع الأردن من جديد، أيضاً بهدف إثبات الوجود السيادي كما يعتبره النظام على الحدود الممتدة مع الأردن»، لافتاً إلى أن النظام استقدم المئات من مقاتلي الميليشيات الشيعية وزج بهم على جبهات حي المنشية وعلى محاور بلدة النعيمة في ريف درعا الشرقي، ما دفع المعارضة لإعلان النفير العام وتشكيل غرفة عمليات مشتركة تحت مسمى «رص الصفوف».
أما القيادي في «فرقة عامود حوران» محمود نصري، فقد كشف ل «القدس العربي» عن وجود تحضيرات لمعركة ستشنها المعارضة من أجل إحباط هجمات النظام على محاور درعا وخاصة محوري «المنشية والنعيمة»، مشيراً إلى أن المعارضة تحضر لشن هجمات على ريف السويداء عبر الأرياف الواصلة بين المحافظتين، وذلك من أجل إشغال النظام في جبهات أخرى قد تعد أكثر أهمية بالنسبة له.
وذكر أنه «في الأسبوع الأخير أي في الفترة الممتدة بين التاسع والعشرين من شهر أيار/مايو، وحتى الخامس من شهر حزيران/يونيو، بدأت المعارضة بتعزيز مواقعها على محاور ريف درعا الشرقي المتصل جغرافياً بريف السويداء الغربي، عبر اوتوسترادات وأراضٍ زراعية تفصل بين المحافظتين، حيث سيعتمد الهجوم على عزل ريف درعا الشرقي عن المعركة ونقل المعركة إلى مناطق النظام غرب السويداء». وأضاف أن هذا من شأنه أن يدفع بالنظام لسحب قسم كبير من أرتاله التي أرسلها لاقتحام المدينة باتجاه السويداء، لأن ذلك سيشكل خطراً أكبر بالنسبة له، لاسيما أن تلك السويداء تعد المحافظة الوحيدة الخالية من أي تواجد عسكري للمعارضة سواءً في المدينة أو الريف، باستثناء بعض المناطق شبه الصحراوية الممتدة من ريف السويداء الشرقي باتجاه البادية.
ويرى نصري أن نقل المعركة إلى مناطق النظام، هي أفضل طريقة لردع هجماته والحيلولة دون عودة مناطق المعارضة في درعا لسيطرته، فسقوط حي المنشية سيشكل انكساراً كبيراً للمعارضة، التي تقدمت على مدار أشهر واستولت على أفرع أمنية داخله، إضافة لأن سقوط درعا يعد سقوط الخط الدفاعي الأول عن مناطق المعارضة في القنيطرة، وهذا في حد ذاته يعد سقوطاً كاملاً للجنوب السوري المحرر.

m2pack.biz